الثلاثاء، 18 فبراير 2014

ندوة في كلية الحاسبات والمعلومات


ندوة " أسس العمل الميدانى بقصر ثقافة المنصورة "


بتاريخ 13-12-2012
حملة دعم د.البرادعى بالدقهلية وجمعية " لمصر "

روسيا وتغيير البوصلة !

نشرت بالبديل بتاريخ 15 فبراير , 2014
http://elbadil.com/2014/02/15/%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9/


" وهو يعنى روسيا اللى هتخرجنا من التبعية الأمريكية؟ "
" شوف مرسي استقبلوه ازاى والسيسي قابلوه ازاى وانت تحكم "
" السيسي منظره كان بيشحت من بوتن "
" بتعمل علاقات مع روسيا؟ عايزنا نبقى زى سوريا يعنى؟ "
" وأخيرا ، مصر خرجت من التبعية الأمركية بعد زيارة السيسي لروسيا "
كلمات رأيتها فى كافة وسائل الإعلام وبعضها وللأسف من " محللين سياسيين " و " خبراء استراتيجيين ! " إنها نفس طريقة التفكير التى خرجت علينا فى ذكرى إسقاط مبارك بأنه كان مقاوما للأمريكان ومتصديا لمخططاتهم فى مصر والمنطقة من مجرد تصريح الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط إن مبارك " زعل شوية مع بوش الابن " !!
نفس السطحية المفرطة فى عدم التفريق بين الحركات الفلسطينية المقاومة للكيان الصهيونى والحركات الإرهابية التى صوبت أسلحتنا صوب المدنيين فى مصر ،هى بعينها العقليات التى اعتبرت مجرد " الحوار الإيرانى الأمريكى " بخصوص الخروج إلى تسوية فى مسألة امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية ، أن التطبيع الإيرانى الأمريكى قادم والاعتراف الإيرانى بالكيان الصهيونى أصبح " عالإمضا "
كل منا يمتلك قدرة بسيطة على انتزاع توجهات أو سياسات جهة معينة من رصد مجموعة من مواقفها ؛ هذا الرصد لمجموعة المواقف إذا تم بصورة إحصائية عمياء فنحن هاهنا أمام استقراء ينتج عنه نتيجة مفادها مثلا " مصر تخلصت من التبعية الأمريكية " وذلك قد يظهر فى عدة مواقف منها  التخلص من السيناريو الأمريكى لطوأفة مصر وتفكيك نسيجها المجتمعى ، والثانى هو زيارة وزير الدفاع لروسيا ومحاولة عقد صفقة تسليح روسية ، والموقف الثالث هو تطبيق الحد الأدنى والأعلى للأجور بما يوحى بالميل نحو العدالة الاجتماعية من منظور اشتراكى
فنسج الثلاثة مواقف مع بعضها يجعل المحلل " السياسي " يخرج بتلك النتيجة النابعة من استقراء معين ، ومشكلة تلك الطريقة فى توصيف الواقع دون الخوض فى " علة وسبب الإقدام على كل خطوة " ،أن من السهولة أن تستدل أمامها باستقراء آخر يفضى بنقيض تلك النتيجة وذلك بعمل تركيبة معينة لمجموعة مشاهد أخرى منها : اعتماد مصر على مساعدات سعودية وإماراتية وهما الدولتان المنبطحتان بالكلية لإرادة الأمريكى ، بل واحداهما – كما يقال – قد دخلت فى تمويل صفقة الأسلحة الروسية !! والمشهد الثانى هو فى تصريح المتحدث العسكرى بأن التفكير فى تعديل كامب ديفيد غير وارد ، كذلك فالعدالة الاجتماعية المراد تنفيذها على الأرض ستتم على يد الدكتور حازم الببلاوى الوزير الرأسمالى !! إلى جانب مشاهد استقرائية عديدة  سوء يسوقها لك الطرفان ليستمد كل منهما نتيجته ونظل فى النهاية نقف أمام حالة متواصلة من الصد والرد العقيم ..
إن كلمة " التحليل السياسي " تختلف كثيرا عن " الاستقراء " والذى هو رصد السياسات عبر التعيين الظاهرى للمواقف والممارسات دون تحليل متعمق أو دراسة متأنية واضحة لعوامل ومسببات كل تصرف وممارسة ؛ دون إغفال للحلقة التاريخية لسلسلة الممارسات والتصرفات السياسية تعبر فى صورتها الكلية عن بوصلة اتجاه وفلسفة النظام نفسه فى الإدارة السياسية ..
وحتى نخرج من هذا الكلام " المجعلص " فلنضرب مثالا قد ينجح فى توضيح ماهية التحليل السياسي .. إن توصيف " بوصلة النظام " فى مصر وطريقة إدارته السياسية لايمكن أن يرصد فقط من مجرد زيارة أو موقف أو " تصريح من عضو كونجرس " أو اجتهادات محلل سياسي فى الواشنطن بوست ، إنه أمر يتعلق أولا بفلسفة هذا النظام نفسه ونظرته للواقع الدولى وتقديره لما ينبغى عليه فعله خارجيا وداخليا ؛ من هنا ففلسفة النظام المصرى فى عهد الرئيس السادات اتجهت للأمريكى عندما عبر الرئيس الراحل عن فلسفته بشكل واضح أولا بأقواله " مفاتيح اللعبة بإيد أمريكا " " مستعد أن أذهب لإسرائيل من أجل السلام " وثانيا بتطبيقه نظام " الانفتاح " والتضييق على القطاع العام وعقده اتفاقية كامب ديفيد التى تحمل بنودها ضمنا وتصريحا أن مصر لم ولن تتفاوض باسم الكتلة العربية ، فلم تعد تمثل إلا نفسها .
والمحلل لمجموعة مواقف وقرارات النظام المصرى فى عهد السادات ومبارك ينبغى أن يقوم بالربط بين التصرف والسبب المؤدى له ارتباطا يقوم على التحليل المنطقى فيصدر فى النهاية حكما عاما بأن مصر اتجهت صوب الولايات المتحدة ،وأى توجه قادم فى السياسة والاقتصاد  لن يكون خارجا عن الخطوط الحمراء الأمريكية ، بالتالى فموقف زيارة مبارك للصين فى التسعينيات أو خلافه مع إدارة بوش الابن لن يكون مؤشرا على تغيير " التوجه والبوصلة والفلسفة " بأكملها .. بل هو خلاف طبيعى فى السياسات والإجراءات التفصيلية وتقدير المواقف ولكن المصالح المصرية الأمريكية ستظل محفوظة لايشوبها شائبة .. وهنا يبرز السؤال ماهى المصالح المصرية والأمريكية ؟؟
إن من جملتها تعهد مصر بالحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد " أى أمن إسرائيل " ، واتجاه مصر الاقتصادى إلى تشجيع الاستثمار الأجنبى " الأمريكى والغرب أوروبى تحديدا " والتعامل المباشر مع المؤسسات الرأسمالية العالمية كالبنك الدولى وصندوق النقد والاستجابة لشروطهم فى تحسين الأداء الاقتصادى الداخلى ، والتعاون الكامل مع الأمريكى فى المجالين الأمنى والعسكرى ،بدءا الدورات التدريبية والمناورات المشتركة إلى الصفقات التسليحية التى تحتكرها الشركات الأمريكية ،بالإضافة إلى اعتبار أمريكا هى الورشة العلمية الكبرى التى يتدرب فيها أغلب الاقتصاديين والاستراتيجيين والسياسيين المصريين .. وماخفى كان أكبر !!
بالتالى فلن يضير بوصلة نظام لايتحرك خارج الإطار الأمريكى فى الاقتصاد والسياسة بل والتعليم أيضا ،توريد البطاطس إلى روسيا أو شراء معدات إلكترونية من الصين مثلا !! ليس هكذا نحكم بالكلية على أن النظام انقلبت فلسفته ورؤيته واستراتيجيته أو احتى انحرفت وتزحزحت من مرحلة الاعتماد على الأمريكى إلى مرحلة التوازن الإقليمى وهى المرحلة المحال الوصول إليها أصلا فى ظل هذا النظام الدولى الموجود ..
إن مطلب " إسقاط النظام " أو تغييره الذى بدأ فى ثورة يناير تعامل معه غالبية النخب حينذاك على أن النظام هو مبارك والتوريث وأحمد عز ومجموعة من رجال الأعمال الفاسدين والمنتفعين من النظام ، لم يتعامل مع فلسفة النظام وبوصلته وتوجهه الفكرى والاقتصادى والاجتماعى والسياسي .. حتى عندما نادينا وقتها بإسقاط كامب ديفيد أو التبعية للأمريكان  كان البعض يقولون لنا " اسكتوا " " مش وقته " ويمضون فى نفس الوقت مرددين " ثورة ثورة حتى النصر " أى ثورة تلك التى ستحافظون فيها على فلسفة النظام وبوصلته وتوجهه .. إنها ثورة " منزوعة الدسم " كما عبر عنها المهندس محمد سيف الدولة ، والدسم هنا هو تعبير عن العمق الذى أشرنا إليه عبر الفارق بين التحليل السياسي والاستقراء السياسي ، والأخير افتقد العمق فى تبيان ماهية النظام فكانت المحصلة النهائية هى مانراه الآن ...
نعلم أن التزحزح عن سيطرة الأمريكى ليس هينا ، وندرك بأن المسألة تتطلب وقتا ووخططا مدروسة ، ولكن يقتضى تحليلنا السياسي ألا نتعجل فى حكمنا على موقف الزيارة لروسيا ، فقد تكون إجراءا شكليا للضغط على حكومة " أوباما " بتأييد ماحصل فى مصر للنهاية مع الحفاظ على عمق العلاقات بين مؤسسات النظامين المصرى والأمريكى : كالمؤسسة العسكرية والاقتصادية والأمنية والاستخباراتية وغيرها ..
وقد يستتبعها سلسلة من المواقف " الفعلية " والقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التى وبالتحليل سوف تتحدث لا عن تغير فى السياسات ، بل تغيير فى البوصلة والتوجه نفسه  
بعيدا عن " البصة " و" البدلة " وشكل البنطلون والضحكة والتكشيرة ، وبعيدا عن التطبيل والتهليل المفرط أو التشاؤم المطلق حول تفاصيل تلك الزيارة ، ما زلنا ننتظر تغيير " البوصلة " ...

الأزمات والأمراض المجتمعية ، من يشخصها ويحكم عليها؟

نشر فى البديل بتاريخ 3 أكتوبر , 2013

http://elbadil.com/2013/10/03/%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9/



الفقر والجهل والبلطجة والفساد والرشاوى وغياب الإنسانية ، والإدمان وأطفال الشوارع والتحرش الجماعى وزنا المحارم والانبطاح لثقافة وسياسة ونمط عيش المحتل الأمريكى والتى لاتناسبنا ، وغيرها من الأزمات التى توصف مجتمعنا ، يتفق الجميع أنها وليدة تراكمات لعشرات السنين من مشكلات لم يتم حلها إما جهلا أو استهانة أو تعمدا فتفاقمت وتضاعفت .. فباتت المشكلة ظاهرة ، وتفرعت الظاهرة إلى ظواهر مرضية عديدة ، ورغم ذلك الاتفاق إلا ان الاختلاف يتمحور حول تشخيصات الأسباب البعيدة قبل القريبة ، والجذرية قبل العوامل المساعدة ، وهو مايوسع هوة الاختلاف حول كيفية التاعمل مع تلك الأزمات ومن ثم القضاء عليها أو تحجيمها واتقاء تفاقمها ..
ورغم أن التركيز على تلك الأزمات المجتمعية فى صورتها الكلية هى من شأن الحكومات والمراكز العلمية والبحثية بحثا وتخطيطا ، ومن شأن الحكومة أيضا والجمعيات الأهلية والمؤسسات الخدمية والتثقيفية تنفيذا .. إلا أن الجميع تقاعس فى تحمل مسئولية واجباته إزاء تلك القضية ، لذلك يأتى دور الإعلام وجماعات الضغط هاما جدا فى التركيز على تلك القضايا وإعادة تبنيها مرة أخرى وتسليط الضوء على خطورتها والتنبيه على أن بقائها بدون حلول سيحول الظاهرة المستشرية إلى كارثة حقيقية ، فتفشي الفقر والطبقية والجهل والشذوذ والانحدار الأخلاقى والتطرف و الإرهاب والإدمان وغيرها ستمزق النسيج الاجتماعى تمزيقا ، ومن يتحدثون عن مصطلحات مثل " تفتيت مصالح الدولة " و " انهيار الدولة " ربما لا يدركون أن الدولة مبنية على عقد اجتماعى عقده أفراد معينون تجمعهم بقعة جغرافية معينة لها حدود هم متفقون عليها ، ويجرون عقدا اجتماعيا فيما بينهم يضمن تعايشهم سويا داخل تلك الحدود وتتولى الحكومات تنفيذ ذلك العقد الاجتماعى .. بالتالى فتمزيق الدولة وتفككها عامله الأساسي عدم استطاعة أطيافها الاجتماعية على " التعايش سويا " من الأساس وهنا تظهر بقوة تفشي الأمراض المجتمعية بين أفراد المجتمع عاملا مؤثرا يقلل من آمالنا فى التوصل إلى حل لإيجاد صيغ أخرى للتعايش وتوقيع عقود اجتماعية أخرى وكتابة دساتير تضمن لنا التعاون سويا لعدة عقود قادمة ..
وللأسف فالإعلام كما ألمحت ، لم يعد أداة ومتنفسا لتسليط الدور على مشاكل الناس وأزماتهم المجتمعية والمعيشية ، ولم يعد يربط خطورة تفكيك مصالح الدولة بمجموعة الأزمات والأمراض المجتمعية التى اتفق الجميع على تراكمها ، بل بات الإعلام الخاص " مقروءا ومرئيا " يحمل كل طرف فيه مسئولية الفشل إلى الطرف الآخر وأصبح الجميع ينظر للأزمة من منظوره الأيدولوجى الضيق وبعيدا عن النظرة الفوقية المتجاوزة للممارسات الواقعة .. المسألة لم تعد تتعلق بفصيل سياسي أفسد الحالة المجتمعية وأضر بالدولة وتماسكها من مجرد سنة واحدة ! ولا حتى فصيل سبقه استمر مايقرب من أربعين عاما !! رغم أن الجميع مسئول وتتفاوت مسئوليته وأخطاؤه إلا أن الأسباب الحقيقية لأزماتنا باتت أعمق وأكبر من أن نحملها لنظام معين أو فصيل سياسي بعينه ، من هنا ينبغى أن ندرك مدى فشل الإعلام الحالى أيضا كجهاز مسئول فى حل تلك القضية مثلما فشلت الحكومات والأنظمة المتعاقبة من قبل بل وكانت تلك الحكومات عاملا على ازديات تلك الظواهر وتضاعفها !!
بل إن هناك حالة سيدركها معظم الناس ربما بعد شهور من الآن ، وهى أن الإعلام الموجود سيتعمد ألا يلتفت إلى مشاكلهم الحياتية المتردية والتى تزداد سوءا ، فكما أن الإعلام قد أثار مشكلاتهم وسلط الضوء عليها لاعتبارات ومصالح تتعلق برغبتهم فى إسقاط نظام مرسي ، إلا أن تلك الحالة من الاهتمام بمشكلات الناس وأزمات المجتمع الطافحة سوف تقل كثيرا وربما ينعدم الحديث عنها فى بعض الصحف والقنوات – لنفس ذات المصلحة - وكأننا استيقظنا الآن على دولة الملائكة وعصر المدينة الفاضلة
سيزيد اكتشاف الناس أن السياسيين والإعلاميين يتاجرون بمشاكلهم من أجل مصالح سياسية ضيقة ، مثلما اكتشفوا من قبل أن ثمة من تاجر بحبهم لله والدين لتحقيق نفس المصالح ، وسيكفر الناس بالحكومات القادمة والنخب السياسية " بجميع أيدولوجياتها " ويحاولون البحث عن بديل يشخص مشكلاتهم ويحركها  ويلتفوا حوله فلا يجدون ، وقتها ستزيد المشكلة تعقيدا وقد ينقسم أفراد المجتمع التواقين إلى تحقيق العدالة والتخلص من تلك الأزمات إلى قطاعات عديدة واتجاهات مختلفة ، فمنهم من يعود مرة أخرى وأخرى إلى الرضا بالقمع والتلذذ بالاستبداد ، وقسم سيكفر بالمبادئ نفسها فيغرق فى مستنقع النسبية فى كل شيء ويعيش بلا أى هدف ، وبينهم من ستؤسره ماديته ومصلحته وستتعدد تصرفاته طبقا لوضعه الاجتماعى والثقافى والبيئى والمادى فمن ينتمى منهم إلى طبقة أقل سيلجأ للبلطجة بكافة أنواعها لنيل متطلباته المادية ، ومن ينتمى لطبقة أعلى سيختار الغش والخداع والرشوة والتحايل طواعية ، ومن فى علية القوم سيتجه لا تأمل منه ألا يحتكر أو يتعالى أو  يستخدم نفوذه بدلا من " سلاحه الأبيض " أو ألا يتعامل مع الشياطين من أجل مصلحته ، وسيظهر قسم سيتشبث أكثر بإسلاميته ومبادئها العميقة ولكن للأسف بشكل سطحى يعبر عن رد فعل وخوف من الردة المجتمعية الموجودة فتهلكه الطائفية والتشدد الشديد ، سيتبقى بالتأكيد ثلة تملك العقلية والوسطية فلاتستجيب لصرخات اليأس لتمزق مبادئها وأخلاقها تمزيقا ، ولا تستمع لنداءات التعصب فيضيق عقلها بنفى ورفض الآخر وقد تجد منهم من سيبدأ من الصفر ليبحث عن معناه ووجوده وبشكل علمى وعقلانى .. ربما الأمل فى ذلك القسم الأخير والذى يحافظ على اتزانه الفكرى والأخلاقى فلا تقصمه أمواج المشكلات المجتمعية والأزمات المتراكمة ، والمأمول من هؤلاء أن ينظروا لواقعنا بعين الحكمة والتجرد والإنصاف ليشخصوا مافيه من أزمات ومابه من مشكلات تعيقه نحو التعايش والتواصل والتكامل ..

كوكو الضعيف !


November 8, 2013
متخيلك وانت واخد لابك معاك  القهوة اللى وسط البلد مممممم وبتخش على النت تشوف كام واحد عمل لك لايك وشير وتعليق على صفحتك اللى " بتمتعنا " فيها بتحليلاتك العبقرية وتوصياتك البناءة
بتشوف كام صحيفة نشرت التويتة بتاعتك " المفرقعة " وكام موقع إخبارى عمل لها شير ..
عندك أمنيتين فى حياتك ، ان البلد يتصلح حالها وان الناس اللى على القهوة اللى بتقعد عليها يشاوروا عليك ويقولولك مش حضرتك الأستاذ ..... اللى قال ..... واللى طلع فى قناة ..... ؟
انت بتعمل ايه عشان تبقى واو كدا؟ بيدخل على صفحات ناس مشهورة ويشوف مجمل تعليقاتهم على الموقف السياسي المعين ويبدأ يحط تعليقات شبه تعليقاتهم ويصبغها إما بالسخرية عشان يضيف عليها لمسته الشخصية أو يختمها بجمل معتادة من أمثلة " ياريت الناس تفهم " أو " لكن هنقول لميــــن ؟ " اللى بتنم عن إنك واحد من القلائل اللى عندهم مفاتيح الحل لمعظم أزمات البلد دى
اللى يقعد معاك بقى وجها لوجه هيتفاجئ بمزايا أكبر من كدا بكتير .. يااااه دا كمان انت فهلوى وتفهمها وهى طايرة وبتبسط كل فكرة وفلسفة فى مجموعة من الجمل المقتضبة اللى بتبين حكمتك اللى بتتشم مع دخان الشيشة اللى طالع من بقك ، الجمل دى من أمثله " ياعم كل الفلاسفة مجانين وأفكارهم دى ولا حاجة ، لو نزلوا الشارع هيغيروا كل اللى فى دماغهم " " ماركس دا دماغه مفسية " " البلد دى مش هتتصلح حالها إلا لما المنتفعين دول ينضربوا بالنار والعواجيز يسيبوها بقى " .. " سيبك انت شفت البوست اللى انا حطيته ؟ دا مكسر الدنيا ياباشا كنت بقول فيه ...... "
فن التحليل السياسي بتتعلمه من الردح اللى فى برامج التوك شو وبناء الأفكار والمعايير بتاخدها من البرامج الساخرة اللى بتهدم ومبتحطش بديل دائم ، كل البدائل اللى عندك تافهة وبتتعامل مع الموقف لوحده من غير ماتركب الصور فى لوحة متكاملة تمنعك من التناقضات ، تناقضات زى مثلا " البلد لازم تنضف ومحتاجين حاكم قوى يعمل تطهير ومحاكم ثورية ياباشا  " على مثلا " هى مش فتونة مينفعش حد يحكم غير بالقوانين " على مثلا " القوانين دى لازم تتغير " " احنا نرفض إدخال الدين فى السياسة  " و " تحية لمؤسسة الأزهر على موقفها السياسي الشجاع " !! وكل معيار من دول بيتركب على الموقف اللى يناسبه ..
الوطنية عندك ملهاش معيار معين ، هى مجموعة من الأغانى اتحفرت فى وجدانك وحب الوطن يتمثل فى أكلة فول والتغزل فى فنانى ومطربى الستينيات والسبعينيات وحماسك الشديد وغيرتك على الوطن بتظهر وانت شابط فى كلام مرشد الاخوان السابق " ماتولع مصر " وانت بتسخن على حلايب وشلاتين وبتشتم الجزائريين فى ماتشات الكورة وبتلعن اليوم اللى أهل غزة فيها هم جيرانك .. الوطنية مش معيار ثابت أهمه الاستقلال والتخلص من المحتل الأمريكي الصهيونى نهائيا لأن دا بالنسبة لك " كلام نظرى وغير واقعى لأن أمريكا دى أمر واقع " .. اه يعنى هو اصده انه اتولد لقى أمريكا عاملة تثبيت أكتاف للعالم كله وطبعا الباشا تاريخ الإنسانية عنده بدأ من ولادته هو وبالتالى فأمريكا وجودها أزلى وقديم وبدأ ببداية نزول آدم على الأرض ، يعنى هى بالنسبة له موجودة مع عالم الديناصورات وهى أمر واقع زى الأنهار والأشجار واليابسة ولايمكن أن يتزحزح !! يعنى شعار لغة المصلحة بترفعه لما الكلام يبقى على أمريكا وشعار الكرامة بيترفع مع اخواننا العرب " خصوصا اللى بيقاوموا الصهاينة ! "
بالمناسبة مفيش مانع من انك وسط حوارات الأصدقاء – اللى زيك – وخصوصا لما يعرفوك على حد جديد " من المنبهرين بيك " انك تدخل فى الدين وتبدأ تقول رأيك التحررى اللى بيعبر عن نظرة تجديدية عميقة فتبدأ تتكلم عن الحجاب وعدم أهميته وبعدها تدخل فى جو حد الردة على المساواة ومشكلة المواريث وتلقط لك كام تعليق كدا شفته من حوارات الملحدين أو المشككين عشان برضه تبين ثقافتك
تاريخك النضالى اللى بتحسبه بعدد مرات المظاهرات اللى نزلتها والبهدلة اللى شفتها واللى تم تتويجه بملحمة يناير واللى – ضمنيا كدا وفى الخباثة – بتلمح إن لولاك مكانتش قامت وإن ليك دور فيها مبتحبش تقوله " برضه حتة تواضع لزوم أكل العيش وزيادة أعداد المعجبين "  .. كل دا بيظهر من خلال حكاياتك وقتها وانت فى لجنة التحضير المركزية للثورة واقتراحاتك وردك الحاد على حمدين وخالد على وقسوتك مع ابراهيم عيسى كل دى شواهد على أهمية دورك وتاريخك ، ومفيش مانع تضيف التاتش بتاعك بقى انك حذرتهم زمان من ركوب الاخوان على الثورة .. ولما انت جامد كدا طيب احنا فشلنا ليه بس؟ فعلا البلد محرومة من المواهب اللى زيك
وأخيـــــرا جت لك الفرصة والحمد لله رب العالمين ، الناس بدأوا يفهموا كلامك وتحذيراتك انت وأمثالك ، الاخوان لما خربوها بدأت انت تسخن من تانى والصفحة يزيد عدد معجبيها وتصريحاتك ملعلعة فى الإعلام اللى طول عمرك كنت بتشتكى من اضطهاده ليك .. كدا بقت اشطة احنا عرفنا النظام ، الكل عايز يشيل الاخوان من أول باسم يوسف ويسرى فودة لحد توفيق عكاشة ، فل ياباشا انا كدا ضامن ظهور فى كل المحطات ، أنا بحب البلد دى وخايف عليها من الاخوان وكمان بحب نفسي وأدوس عالاخوان بزيادة وبدل ما اتهمهم بالجهل والغباء وسوء الإدارة أدخل فى حوار الماسونية والتنظيمات السرية فى العوالم السفلية والحكايات الماورائية والتنظيم الدولى ومن الآخر الاخوان شياطين الإنس وهم عملوا موقعة الجمل بس انا مكنتش عايز اقول وقتها عشان وحدة الصف ، مانت لازم تضيف اللمسات دى عشان تطلع فى الإعلام بكلام جديد برضه لايخلو أحيانا من تسطيح لكلمة " الفلول " وإلغائها من القاموس مع غزل لجهاز الشرطة والمؤسسة العسكرية !! وأظن الإدارات دى انت ياما انتقدتها زمان أيام محمد محمود الاولانية لكن صحيح احنا اتفقنا ان انت ملكش معيار محدد وكل موقف بتحط له مبدأ .. معلش اصل أنا بنسى
المهم ان الفرصة جت يامعلم ، تفكيرك الإستراتيجى بدأ ينضج مع نضوج تجاربك السابقة دى وتدارك أخطاء الماضى ..
وماذا أثمر ذلك؟
 " احنا نعمل  الكبيرة بقى ونستخدم النظام القديم للقضاء على الاخوان وبعدها ندخل بالسليمة ونستفرد بالنظام القديم وننزل عليه بالقاضية ! "  .. مممممممم حاجة كدا زى مشهد " احنا نعمل من الشريط 100000 نسخه .. 50000 ينزلو قبل شريط عمرو دياب بيوم .. و 50000 ينزلو بعد عمرو دياب بيوم .. بحيث نفرم عمرو .. ونحزم الشاب خالد "
و .... حصل اللى حصل والباشا عيط من فرحته وحط صورة الفريق السيسي وبنى أحلامه الوردية " لنفسه ولبلده " وهيتنقل النقلة الكبيرة بقى .. اللى هى إيه؟ أوباااااااااااااااااا البرادعى استقال وهو محتار ... بيكلم نفسه ويقول "مش عارف ابقى معاه واشتم العسكر دلوقتى ولا استنى لما العسكر يخلص على الاخوان فأضطر أغنى تسلم الأيادى لمدة شهرين تلاتة كمان؟ " الوضع بيتأزم والباشا بتاعنا محتار وبيطلع تويتات بيقول فيها انه مكتئب وأحيانا يقول انه بيفكر يعتزل السياسة !! أو بيفكر يهاجر ، والظاهر ان أمله طلع وهم وان الموضوع اتعقد وطلع  أكبر من مجرد جملتين بيقولهم ..
ماهو كل حياته جملتين
نظرته السطحية لنفسه وللحياة عبارة عن كلمتين " أدينى عايش "
تحليله لكل اللى بيحصل حواليه بيقوله فى جملتين جواه مينفعش يقولهم " إياكش تولع المهم أنا "  و " مصلحة البلد مرتبطة بتمكينى انا واللى زيي " 
العلم فى الراس والفهلوة منهاج حياة والكتب دى بتاعة الحفيظة والأغبيا
خلطة من الجهل والنفعية والمصلحة والتكالب على المنصب الأدبى والاجتماعى ، يعنى زيه زى قيادات الاخوان اللى كان بيشتمهم قبل كدا ، على فكرة الكلام اللى انا قلته دا لايحمل أى إهانة للشباب اللى نزل 30 ولا شباب القهاوى الجدعان ولا حتى فنانى الستينات ، ولا للفول ، دى بس أمثلة لما تركبها على بعض بيظهر لك نموذج معين ، أنا لا اقصد بيه حد بعينه ، كلنا فينا جزء من النموذج دا ولكن النموذج كله على بعضه هى حالة أخاف توصل لمرحلة الظاهرة .. حالة بتعبر عن شباب كان زى الفل بس اتحول بعضه للنموذج دا ، أسباب التحول دى كتيرة تتعمل لها دراسات وأبحاث " مش جملتين فهلوة " .. المشكلة مش فيه أد المشكلة الأكبر ان احنا سايبينه يفتى وينظر ويقود واحنا وراه .. أدينا وراه كدا بالقهر لحد لما نشوف هيودينا على فين ؟  ............

ناشط سياسي !



ماهو الناشط السياسي؟
هو الذى ينشط دفاعا عن موقف سياسي معين أو نقدا لسلوك وتصرف سياسي معين
ومالذى يحرك الناشط السياسي لكى ينتقد موقفا معينا؟
القضية التى يؤمن بها الناشط السياسي نفسه هى العدالة وهى التى يتحرك الجميع للمطالبة بها والمناداة بتطبيقها ، ولكن يختلف التحرك باختلاف منظور ورؤية كل ناشط للعدالة ، فالليبرالى تحركه مسألة الحريات فى التعبير والرأى وبالتالى فهو يتحرك ضد أى قمع يتعرض له المواطن ، والاشتراكى يحركه حقوق العمال والفقراء والطبقات المهمشة والإسلامى وهو المفترض أن يملك رؤية أعمق وأشمل للعدالة تبدأ من العقيدة وتشمل كل مظاهر الحياة ..
وماهو الناشط السياسي فى مصر ؟
ينشط منتقدا أداءا سياسيا معينا دون أن يتبنى هو موقفا واضحا يضع من خلاله أساسا للنقد وبديلا عن التصرف الحاصل
مالذى يحرك الناشط السياسي بمصر؟
أغلب النشطاء فى مصر لا تفسير أيدولوجى أو منهجى  عندهم لقضية العدالة وبالتالى فهم ينشطون أولا ثم يبحثون بعدها عن المعايير ! وتجد بعضهم ينتقد قبل أن يبحث عن أسباب النقد ، ومرحلة البحث عن " أسس " للنقد ليست صعبة فى أن يجدها الناشط ولكن الصعوبة هى فى تثبيت تلك الأسس بحيث تمسي معاييرا للحكم على أى تصرف أو موقف سياسي قادم يتشابه مع الموقف السابق .. لذلك تتعدد المعايير وتختلف طبقا لكل حدث فيقع الناشط أسيرا لمايسمى " الكيل بمكيالين وثلاثة أو أكثر من مكاييل العدالة "
لذلك فالناشط فى مصر ليس لديه ميزان واحد يفسر به كافة مايطرأ حوله من أحداث ويقيس عليه مايجب أن يتبنى من مواقف ، وتلك الهشاشة أو السيولة الفكرية تجعل الناشط أكثر عرضة للتأثير عليه من مؤثرات عدة تبنى نزعته وتكون شخصيته ومن تلك المؤثرات
1-    الإعلام : عادة مايستجيب هذا النموذج للمظاهر البراقة لبعض الإعلاميين ، شكلهم ولباقتهم وعذوبة أحاديثهم الممتزجة بالكوميديا والسخرية ، فتنطبع صورة ذهنية للإعلامى والصحفى والكاتب الفلانى فى عقلية الناشط تجعله يردد كلماته ومواقفه ويكرر نكاته وتعليقاته وفى النهاية ينتهج نهجه فى قياس الأحداث السياسية وبناء مواقف عليها قد تذيب مايتبقى من صلابة داخل أدمغة " النشطاء " !!
2-    الموقف الجمعى : قد يطلق البعض عليه " العقل الجمعى " ولكن لفظة " العقل " ربما يعنون بها التفكير الجماعى للشباب دون القصد لمفهوم " العقل " بمعنى التعقل والتجرد .. المهم أن موقف باقى النشطاء والأصدقاء على الفيس بوك يبدو عند الناشط عاملا قويا لتكوين وعيه وبناء مواقفه السياسية دون أن تجد مقاومة كبيرة للمبادئ الصلبة أو القيم الثابتة التى أيضا تتغير أو يتم تبرير التحايل عليها
3-    الانقياد الأعمى للقادة والمنظرين : فالناشط الذى  فقط " يميل " إلى أيدولوجية معينة تجده يتأثر كثيرا وبشكل مبالغ فيه إلى " رموز " تلك الأيدولوجية إلى قدر يجعل انقياده للشخص نفسه وليس للفكرة والأيدولوجيا ويظهر ذلك عندما يتخلى الرمز أو القائد السياسي عن أبسط مبادئ أيدولوجيته فى موقف معين فتجد  العديد من " النشطاء " معه أينما صار دون تطبيق معيار " الفكرة والقضية النظرية " على تصرفه ..
ما محصلة ذلك؟
1-    وقوع النشطاء فى مصر أسرى لتلاعب وتوجيه فكرى وسياسي من أصحاب المؤسسات الإعلامية وهى محاولة لتزوير الإرادة و الوعى تم استيرادها من أمريكا والغرب بعد انتهاء مرحلة تزوير الانتخابات والاستفتاءات
2-    وقوع النشطاء ضحية لجهل القيادات وطائفيتهم وانتهازيتهم وبعدهم عن أبسط المبادئ الحاكمة لأفكار أى منهم .. وفى تلك النقطة أجدنى مضطرا إلى الكلام عن الفارق بين المبادئ الحاكمة للناشط ذى الاتجاه الإسلامى والتى تتمثل فى فهم عميق للعدالة على أساس إعطاء كل ذى حق حقه وبناء مجتمع يتبنى المثل والأخلاق الإسلامية التى تتبنى مبدأ الحاكمية لله وترفض الانصياع والركوع لغير الله فى كل موقف من المواقف .. وبين سلوكيات وتصرفات القيادات الإسلامية الحالية والتى ركعت لأمريكا ونافقت الصهيونى وتعالت على نصائح الجميع وتبنت الطائفية وسياسة الإقصاء وتناست حق الفقراء والفئات المستضعفة والمهمشة ، لكن التباين الواضح بين مبادئ النظرية الإسلامية الحقة وبين سلوكيات قادتها وضع الناشط الإسلامى فى مصر فى موقف المبرر لجميع تصرفات قادته بما فيها التصرفات غير الإسلامية ، والعجيب أيضا أن يأتى موقف النشطاء المائلين لليبرالية غير متسق مع مبادئهم عندما تفوض قياداتهم النظام الحالى لمحاربة الإرهاب وتغض البصر عن فرض إجراءات الطوارئ
3-    حالات الاكتئاب والحزن التى تنتاب العديد منهم الآن – باختلاف المسببات والنتائج – بسبب ما أوصلهم فشلهم فى القرارات وتبنى المواقف من انتكاسة  فى ميزانهم الفطرى للعدالة إلى درجة بات الكثير منهم يشعر بدرجة من درجات الانفصام فى تصرفاته وسلوكياته السياسية !! فهو الحر الثائر الذى يبرر الفاشية الحاصلة الآن لكى يقهر من خلالها خصومه الإسلاميين فيجد نفسه مضطرا إلى إقصاء الذين كان يتهمهم بالأمس بأنهم إقصائيون .. كل ذلك كى يبرر موافقته على استخدام القمع ضدهم فيصير ذلك الشخص فى داخله مثالا للثائر الحر النقى الانتهازى القمعى فى آن واحد !!
وما الحل إذن؟
قطعا ليس الحل أن يبتعد الناشط عن الإعلام تماما ولايتابع من خلاله التحليلات والآراء بل يتابعها مع تغليب عقله وإنصافه فى الحكم على تلك الآراء ودون الانسياق للمظاهر المتعلقة بالشكل والمظهر وطريقة العرض الشيك !
أيضا ليس الحل فى تبنى موقف مضاد دائما للموقف الجمعى العام ، فالعزلة والغربة والتحليق خارج السرب ليس غرضا دائميا إلا لأفراد أصيبوا بحب التميز واستجابوا لعقد الاضطهاد والتهميش !! بل الحل فى اتخاذ مواقف لاتبنى على رأى الأغلبية والإجماع العام .. تبنى الموقف من منطلق أحقيته وصوابه وليس بدافع اختلافه أو اتفاقه مع الناس
الحل يبدأ بأن يتحول الناشط من مرحلة التحرك بناءا على الحماس والناشطية إلى مرحلة التحرك بناءا على القضية والمبدأ وهذه المرحلة لاتدرك إلا من خلال التعمق فى القضايا النظرية ومن ثم بناء أيدولوجية قوية للناشط تعبر عن رأى واضح لمسألة العدالة (تعريفا ومصاديقا وميزانا وتطبيقا ) ومن ثم التحرك واتخاذ المواقف الناقدة بناءا على ميزان ومكيال واحد فقط .. هذه دعوة لأن يكون النشاط فى تحصل معنى العدالة متناسبا مع النشاط بحثا عن التحرك أو اتخاذ مواقف سياسية واضحة للمناداة بها .. فهل هذه صعبة؟؟

كلام بالعامية عن النظام وخروجنا مالتبعية !

نشر بالبديل بتاريخ 20 أغسطس , 2013
http://elbadil.com/2013/08/20/%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AE%D8%B1/



المرة دى  المقال بالعامية .. حسيت ان دا ضرورى باعتبار ان المقال دا مش موجه للنظام الحالى وبس ولا للمثقفين أو صناع القرار فى كل تيار سياسي ، الكلام المفروض يتوجه لكل الناس ، لازم الكل يقراه وخصوصا للى بيتفرجوا على تليفزيونات دريم والمحور واون تى فى وغيرها – مش هشتم متخافوش ..
وانا بفتح تليفزيوناتنا الخاصة والتليفزيون المصرى  ، لقيت  الكلام اغلبه عن الاستقلال الوطنى والكلام اللى كنا مبنسمعوش نهائيا فى التليفزيون ولا نقراه فى الجرائد من 40 سنة .. من أيام السادات بعد اتفاق كامب ديفيد ومرورا بمبارك ولحد مرسي  .. كمان الكلام فيه بشكل واضح ان مبارك رمانا فى حضن الأمريكى ولازم نتحرر ودلوقتى .. والبعض تجرأ إلى الحديث عن كامب ديفيد .. يااااه هو انا بحلم ولا إيه ؟ هو دا إعلامنا بجد اللى طول عمره مكانش يجرؤ يستضيف حد يقول إن السبب فى مشاكلنا كلها هو وقوعنا فى الاحتلال الأمريكى والصهيونى !!

لماذا الآن بالتحديد؟ حد ناصح ومتابع للأحداث هيرد ويقول دا  لأن الأمريكى دعم الاخوان المرة دى وإدى الصابونة للفلول  !  ، مش هختلف معاك ان دا سبب وجيه لكن برضه مش مهم !!  المهم ان فى نظرى هو ان هذا الكلام جاء بسبب تدخل المجتمع الدولى بقيادة أمريكا ضد سياسات النظام الحالى ..
ظنى  الشخصي - وأقول ظنى - أن فيه مسعى حقيقى جاد  من النظام الحالى ( بغض النظر عن النية والهدف ) فى التخلص من الاحتلال  الأمريكى ، كما أن زيادة تلك اللهجة فى الإعلام واللى اتحول الكلام عنها من مجرد كلام عشوائى فى شوية برامج إلى حملة إعلامية قوية لدرجة إن مفيش برنامج ولا ناشط إلا وبيتكلموا فى الموضوع دا .. كمان  دخول تمرد  فى حملة امنع معونة اللى بتنادى  بالاستقلال الوطنى ورفض معونة أمريكا  .. كل الأدلة دى لاتعبر عن نظام فقط هدفه المناورة مع الأمريكى أو الضغط والتهويش .. عفوا دا مش دفاع عن نظام حالى ، دا  توصيف حالة لنظام أدرك وبشكل عملى أنه لايمكن لحل الأزمة الاقتصادية  المتراكمة من سنوات أننا نفضل نعتمد على " معونات " غربية تفرض علينا شروط اننا منعتمدش على نفسنا  ولا نخوض مسار الاصلاح الاقتصادى الوطنى الحقيقى ، وانا بقول الكلام دا افتكرت كلام الجنزورى بعد ثورة 25 يناير فى التليفزيون ان أمريكا ضغطت على نظام مبارك عشان ميكملوش مشروع توشكى !
لكن النوايا والشعارات وحدها لاتصلح للخروج من التبعية ، والهروب من سيطرة المحتل الأمريكى مينفعش نستبدله بمعونات السعودية والإمارات ، ومينفعش اللى يحط الاستقلال السياسي والاقتصادى للبلد  حكومة رأسمالية معندهاش مانع تفضل تستلف من البنك الدولى وصندوق النقد الأمريكى ! ومينفعش نخرج من الاحتلال الأمريكى من غير حشد وطنى وتعبئة ينقصها فصيل إسلامى الهوى  يقدر بالملايين بيعانوا حتى الآن من التهميش والقمع الأمنى والضغط النفسي والمعنوى لمجرد اننا مقبلين على مواجهة إرهابيين فى سيناء وفى أماكن أخرى لا ينتمون للإسلام أساسا ..
كمان الخروج من مستنقع المحتل الغربى مش ممكن يتم من غير ما نتجه لمحور مقاومة النظام الأمريكى الدولى اللى على رأسه  روسيا وكوريا الشمالية و العراق و فنزويلا والصين وإيران ( أيوة إيران !! ) .. يعنى نسيب كل دول ونفضل نشكر الملك السعودى الغرقان فى محيط الاحتلال الأمريكى !؟
برضه وبشكل براجماتى وعملى -  لأن أنا مش هتكلم بلغة المبادئ واللى مش بيفهمها السياسيين فى بلدنا - عايز تخرج من تبعية أمريكا زى مانت بتقول .. يبقى تعمل حشد وطنى وتعبئة أساسها وحدة النسيج واحتواء ملايين الإسلاميين داخل الغطاء الوطنى ودا لن يتم إلا .. بالمصالحة وترك العنف ضد المدنيين والسلميين منهم
عايز تخرج من تبعية أمريكا؟ يبقى تشيل مجلس الوزراء الحالى فورا وتحط رئيس وزراء يميل للاشتراكية الوطنية .. حط خالد على ولا  أحمد سيد النجار
غير كدا يبقى إنت يا إما بتهوش بس بشعار الاستقلال الوطنى كورقة ضغط  عشان تناور امريكا وتخليها تساند توجهاتك زى ماكانت بتعمل مع الاخوان .. أو انت جاد فعلا - وأنا أظن ذلك - بس برضه هتفشل لو مبدأتش تستقل بشكل صحيح ..استغنى عن المستشارين الرأسماليين ورجال الأعمال المنتفعين من الاحتلال الأمريكى ، مش دول أصحاب المرحلة دى