الثلاثاء، 18 فبراير 2014

أمريكا ومصر .. الرؤية من أعلى !

July 6, 2013

أسطر تلك الكلمات فى داخل المشاحنات الموجودة الآن وفى أجواء مباحثات اختيار رئيس وزراء مصر القادم ، والمشوبة بالاحتقان الشديد بين قوى التيار الإسلامى وعلى رأسها الاخوان من جهة ، والقوى الشعبية الأخرى المدعومة بغطاء شعبى كبير وقيادة الجيش .. أسطر تلك الكلمات محاولا الارتفاع عما يدور حاليا كى أرى الصورة وبوضوح من أعلى لعلى أجد تفسيرا واقعيا لما يحدث ينتج عنه إيجاد سبيل للحل ، وكلما ارتفعت أكثر قلت قدرتى على رؤية التفاصيل الدقيقة كعدد المصابين والقتلى ومن بدأ ومن راح ومن ضرب وسجن واعتقل وهدد وبكى وغضب وثار وضرب وقتل ولقى حتفه !
ومع ضبابية الرؤية التفصيلية تزيد فى المقابل رؤية من نوع آخر .. إنها الرؤية الكاملة للمشهد الحاصل فى مصر مع ضمه لمشاهد مماثلة فى دول أخرى بالمنطقة العربية والإسلامية .. ويالهول مارأيت !! فالصورة من أعلى تبدو شديدة الوضوح ، عدد كبير من القواعد العسكرية الأمريكية داخل بلدان عربية وإسلامية من المفترض أن يكون لديها سيادة على أراضيها ، والأغرب أن تلك القواعد وضعت لحماية تلك الدول من دول أخرى عربية وإسلامية!!  .. الصورة تحكى عن حجم تجارة كبير وأحادى بين الغالبية الكاسحة من دول تلك المنطقة مع دول أمريكا ومنطقة أوروبا الغربية ، بل إن حصيلة الأموال الناتجة من تلك التجارة والتى من المفترض أن يستفيد منها الشعوب لاتخدم سوى طائفة قليلة من الرأسماليين وأمراء الخليج أبوا إلا أن يودعوا أموالهم فى بنوك غربية وأمريكية للمزيد من إنعاش اقتصاديات تلك الدول ! الآن عرفت معنى كلمة العولمة وكيف أن العالم يصير قرية كبيرة لاتعترف بفواصل بين تلك الدول كى تخدم كافة دول العالم الثالث حفنة من الدول الغربية وأمريكا فى معادلة غير متكافئة لا يستفيد منها سوى الطرف الأقوى والأشرس ، الآن فهمت المصداق الحقيقى والفعلى لمعنى الظلم والسرقة والنهب ، إنها أكبر عملية ظلم ونهب وتزييف تتم فى إطار دولى وعلى نطاق عالمى وتحت غطاء هش من ثقافة الحرية والديمقراطية وفتح الأسواق ، تلك المعانى التى يتاجر بها هؤلاء المسيطرون ليملأوا بها أسماعنا ويحفروا بداخل عقولنا بناءا ضخما من العوائق المانعة لأى حركة مقاومة أو استقلال وطنى حقيقى بعيدا عن العصابة العالمية المسماه بالبنك الدولى وصندوق النقد
..
مالذى تعلمته وأنا أرى من أعلى ؟ تعلمت ماذا تريد أمريكا من تلك المنطقة .. وأنا فى الأعلى لا أرى مصانع وطنية أو مصادر مصرية خالصة للدخل إلا قناة السويس وبعض واردات السياحة المعتمدة على الأمن والاستقرار ! تعلمت أن المعونة الأمريكية هى تعويض أمريكى ظالم على حالة التجريف الكامل للاقتصاد المصرى وتجفيف منابعه الوطنية الخالصة التى فعلتها أمريكا بمصر على مدار سنوات طويلة ، علمت أن ثورة 25 يناير لم تحقق أيا من أهدافها حتى الآن .. فتعاقب الإدارات الحاكمة فى مصر من المجلس العسكرى ونظام مرسي والاخوان لم تغير المشهد الذى أراه من أعلى حتى الآن .. فسيادة سيناء منقوصة والبوصلة المصرية فى السياسة والاقتصاد والتمويل العسكرى ماتزال متوجهة إلى البيت الأبيض رغم أن قبلة الإسلاميين لله
!!
ماذا تعلمت وأنا أقرأ تاريخنا ولكن تلك المرة من ذلك المنظور العلوى للخريطة ؟ عرفت بأن مصر بدت تخدم الغربى  وتتغطى مصانعها ومنتجاتها وأسواقها بلون العلم الأمريكى بالتدريج من بعد اتفاقية كامب ديفيد وحتى الآن ، ورغم اختلاف الأحداث السياسية وقيام ثورة ثم حكم عسكرى وحكم ديمقراطى ينجح فيه التيار الإسلامى والكل لا يغير بوصلة مصر واتجاهها لا صوب الشرق الأدنى ولا صوب منطقتنا العربية ولا للأسفل صوب أفريقيا ، فأيقنت أولا أن الأمريكى لايمكن أن يسمح بتغيير بوصلة تلك البلد المظلوم أهلها ، وثانيا أن الأمريكى لايكترث بمسمى التيارات السياسية الحاكمة لمصر ولا أيدولوجيتها طالما هو يضمن مسبقا أن الكل سيخدمه ، والكل سينساق إما طوعا أو كرها
..

أعود مرة أخرى لقراءة المشهد فى مصر من أسفل ، حيث عيناى على نفس مستوى أعين المصابين والخائفين والفرحين
والشامتين والمنكسرين والغاضبين ، عدت لأسأل نفسي نفس الأسئلة التى سألتها قبل طلوعى ، لكنى تأكدت وأنا أجيب عنها أن الإجابة ستختلف باختلاف سعة رؤيتى للمشهد فكانت الإجابات كالتالى
س : هل الاخوان مدعومون من أمريكا ؟
ج : كل الانظمة السياسية قبل الاخوان مدعومة من أمريكا ، بما فيها الاخوان ! فمصر لم تغير بوصلتها منذ السبعينيات
س : وهل أمريكا دعمت التغيير السياسي الحاصل فى مصر الآن؟
ج : لو لم تتغير بوصلة مصر سيكون ماحدث ليس بعيدا عن الموافقة الأمريكية
س : وكيف تدعم أمريكا أطرافا سياسية متناحرة؟
ج : أمريكا لاتذهب لتدعم أحدا ، أمريكا تجلس بعيدا والجميع يخطبون ودها ، تارة من أجل انقلاب ، وتارة من أجل إقامة حكم إسلامى ، وتارة من أجل تحقيق مطالب الشعب ! المهم أن يحافظ الجميع على البوصلة المتجهة لأمريكا !
س :  كيف السبيل إلى حل لما يحدث الآن فى مصر؟
ج : تغيير البوصلة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق