الاثنين، 15 مايو 2017

في ذكرى النكبة... ql



لا شك إن المثقف لازم يكون عنده قضية وهم
البعض متخيل إن من يحمل قضية الأمة "زي الاستقلال الوطني" و"فلسطين" هو شخص مختلف عمن يحمل هم " التنوير وتجديد الفكر"، ودول بيختلفوا عن واحد تالت قضيته "العدالة الاجتماعية"، ورابع سعيه الأساسي في "الديمقراطية"، وخامس شعاره "مجتمعات الأخلاق والفضيلة"
لكن العبد لله شايف إن الجمع بين كل القضايا دي ممكن جدا وفي شخص واحد، لكن تختلف الاعتبارات والأولويات هنا...
فلسطين قضية تمس القيم والهوية وكمان المقدس الديني، اتكلمنا عنها قبل كدا كتير، وأنا شايفها تجسيد لضمير المثقف.
الاستقلال الوطني دي الحالة اللي لازم يسعى ليها المثقف الباحث عن رفعة بلده، ومن خلال الإجراء دا الأفكار التنويريه هتشوف النور ...
العدالة الاجتماعية والمعيشية دا احتياج أساسي لأي مجتمع تمام زي ما المثقف محتاج ياكل ويشرب وينام وتتوفر له سبل حياة اقتصادية واجتماعية محترمة عشان يبدع ويفكر ويرتقي من الناحية الفكرية والنفسية... فالمجتمع كمان عشان يتقدم ويرتقي محتاج أفراده يتوفر لهم الحاجات الأساسية للمعيشة.
الديمقراطية هي الإجراء اللي بيضمن ديناميكية خدمة المجتمع وتوفير العدالة الاجتماعية وأيضا توفير الجو الصحي للإبداع الفكري والتجديد المطلوب، ودا جو الحرية المثالي لأي مثقف ومفكر، لكن لو الديمقراطية فوقيها مبادئ قيمية وأخلاقية، وثوابت وطنية واضحة تضمن سريان تلك العملية الديمقراطية بشكل سلس يحفظ القيم والاستقلال الوطني، فالبناء المثالي لأحلام المفكر والمثقف الحالم بمجتمع الفضيلة والأخلاق بالتأكيد هيبدأ طريقه في الاكتمال...
لكن السمة الغالبة للأسف من مثقفينا أحاديين بشدة، تلاقي مثقف بتاع فلسطين والمقاومة وبس، وتاني منعوت إنه بتاع تنوير وملوش دعوة بالسياسة، وتالت بيوزع أخلاق، ورابع مبرمج مخه إن الديمقراطية هي الحل ومتناقشنيش في أي حاجة تانية، وخامس بتاع حقوق العمال والغلابة والعدالة الاجتماعية، وكل واحد منهم فاتح الدكانة وبيبيع رغم إن من الممكن إن كلهم يندمجوا في سوبر ماركت كبير يحقق فايدة أكبر للجميع، لكنها مأساة نعيشها اسمها تقديس التخصص وعبادة الأولوية والسجود للفكر الأحادي والتطبيل للفردية، وتضخم الذات وسيطرة الأنا...

مرة تانية: ذكرى النكبة والقضية الفلسطينية كانت ممكن توحد كل أطياف المفكرين والمثقفين لأنها مأساة "ضمير"...

الجمعة، 12 مايو 2017

صديقي الحالم


صديقي يحمل هم وطن بأكمله
مناضل حالم...
زميل الدراسة والعمل الوطني النضالي
د. وليد شوقي


الصديق والأخ


شهم
محترم
ثوري التوجه
راجح العقل
عشرة عمر وزميل العمل والكفاح

د. محمد عادل

الرقص مع الذئاب! مفهوم آخر للضرر...


نشرت الأستاذة الجامعية على حسابها الخاص، فيديو وهي ترقص على أنغام إحدى الأغاني، وبعد أن أثار الفيديو حفيظة مجتمع هيئة التدريس، خرجت علينا الدكتورة لتدافع عن حقها في الخصوصية والحرية الشخصية، طالما أنه لم تؤذ أحدا، وذكرت أن هذا الفيديو ليس من شأنه الإساءة لموقعها ودورها كأستاذة جامعية ومعلمة للأجيال..
هل يعترف الرافعون لشعار “أنا حر مالم أضر..”،  بأن هنالك ضرر معنوي لايقل خطورة عن الإيذاء البدني؟
ولماذا يقر كل من يتبنى قضايا مظلومية المرأة بأن التحرش “اللفظي” هو شيء منبوذ وقبيح، رغم أن الإيذاء هنا ليس جسديا؟ بل بألفاظ تدخل الأذن ويعيها العقل ويفسرها معنويا بأنها من موجبات الضرر ومسببات الإيذاء النفسي والمعنوي..
وفي الوقت ذاته لايقر نفس هؤلاء بأن ثمة مشاهد مثيرة للغرائز تسبب ضررا للعين عندما يعيها العقل ويصنفها بأنها من محركات الشهوات؟
إذن فهناك اعتراف بأن الإيذاء النفسي متواجد ولا يقل خطورة عن مثيله الجسدي، ولكننا للأسف لم نبلغ درجة عالية من التصالح مع أنفسنا، ومفاهيمنا وأفكارنا، لكي نعترف بأن شارب الخمر “الذي لايقود السيارة”، يؤذي الناس بتصرفاته وأفعاله، ويضر بأسرته بصفاته السيئة وعصبيته..
نقل كتاب “قهر الخجل والقلق الاجتماعي” للدكتور موري بي شتاين، حكاية جانيس – ذات الثلاث وثلاثين ربيعا-  حيث كان أبوها ممن يتناولون الكحوليات، فلم يسبق أن امتدت يده بالضرب، او ارتفع صراخه في وجه كل من جانيس أو أمها، وإنما غاية الأمر أنه إذا تحدث، تحدث بصوت عال، كما أنه كان في حالة سكر شبه دائمة عندما يكونون خارج المنزل، وكانت جانيس في فترة مراهقتها تخشى أن يرى أحد أباها على تلك الحالة “غير الواعية”، حيث كانت تشعر بالخزي لدرجة أنها عادة ما صرفت عزم أبيها عن حضور فعاليات العام الدراسي، فضلا عن عزوفها عن اصطحاب أي من أصدقائها بالمدرسة إلى المنزل.
ترى جانيس أن إدمان أبيها للمشروبات الكحولية كان عاملا هاما وراء ظهور أعراض اضطراب القلق الاجتماعي عليها، فهي تعتقد أن إدمان أبيها للشراب قد أصابها بالخوف من الآخرين، وابتعادها عن كسب الأصدقاء وإصابتها بمشكلات في التواصل الاجتماعي بشكل يسوء أكثر كلما تقدم بها العمر..
وعليه، فإن أردنا أن نعترف بالإيذاء النفسي ووقعه الخطير، فلنطبق كافة مظاهره، لا أن نطبقها مع “التحرش اللفظي” ونتغافل عنها مع “حرية الرقص” و”شرب الخمر” بطريقة المشي على سطر وترك الآخر..
آن الأوان لنعيد نظرتنا للضرر، بأن يقوم العقل الإنساني والضمير العام بدوره في إرساء القواعد الأخلاقية بكل جرأة وألا يخاف كل مفكر من وصمه بالرجعية تارة، والأصولية تارة أخرى..
حان الوقت لأن نقاوم تلك الممارسات، بأن نقول للأستاذة الجامعية بأن الرقص والتمايل الجسدي إيذاء نفسي لكل إنسان اختار بأن يسمو بعقله وضميره على شهوات نفسه ونذوات جسده، هو تحقير لكل فرد يقرر بأن الفن الحقيقي يعلو بالنفس ويتسامى بها فوق أطر الغرائز وقيود المظهرية..
فالإبداع ماهو إلا تجاوز لقواعد الجمال الشكلية إلى المعنوية منها، وهو ماينبغي لكل معلم ومفكر وفنان وأديب وكاتب أن يوصلوه للمجتمع بكافة أطيافه وأفراده..
فعلينا إذن أن نتحدث عن القيمة والأخلاق في المجتمع بشكل يخاطب العقل والضمير، وعبر خطاب يستوعب الجميع؛ العلماني والديني، الليبرالي والمحافظ، المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني، فجميعنا إنسان يمتلك الحد الأدنى من التمييز العقلاني بين الخطأ والصواب، الضار والنافع، ويمكننا التعايش مع ذواتنا عندما نتفق على معايير واحدة  للفضيلة، والأدب والرقي والإنسانية المشتركة؛ التي لايمكنها أن تقبل بين ظهرانيها معلما يضرب طالبا بدون وجه حق، أو طالب علم يهين أستاذه، أو مدرس يشرب الحشيش و يتمايل من مفعول الويسكي، وآخر يسمي الحركات الغرائزية فنا وإبداعا..
ورغم أن كافة الأديان تضع قيودا أخلاقية للحرية، وترفض التحرر الشخصي تحت شعار أنني حر مالم أضر، وتؤكد على أن للإنسان مسؤوليات أخلاقية وقيمية وسلوكية مع الآخرين تمنع ظهوره بكامل تحرره سواء في المظهر والشكل، أو في سبل التعاملات والصفات المعنوية، إلا أنه من الخطأ إغفال رأي علماء النفس، والفلاسفة والمفكرون والاجتماعيون الذين يتفقون كثيرا على أن للحرية الخاصة أيضا ضوابط وقيود، فعلماء الدين من كافة الاتجاهات والطوائف، والمفكرون والأخصائيون النفسيون إذن متفقون.. فلماذا نختلف، ومالذي يجعلنا نخشى الخوض في تعيين تلك المعايير؟
اللهم إلا الفوبيا التي تسيطر على عقول البعض من فكرة “الوصاية”.. وهو خوف غير منطقي ولاتبرير له خاصة وإن كان البديل هو الفوضى والمزيد من الانهيار الأخلاقي لمجتمعنا، وهو مايتمظهر في انتشار الجريمة وتعاظم أعداد الذئاب البشرية، والتحرش وحفلات الاغتصاب الجماعي وتفشي الشذوذ في كافة التعاملات والعلاقات، وانعدام القدوة والعودة إلى قوانين احط وأحقر من أعراف الغابة وذئابها!..
منشور في مركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط التالي:

عفوا... الإرهاب له دين!


مقدمة منطقية
إن السلوكيات المتطرفة تحكمها انفعالات..
والانفعال ناتج عن مجموعة من الأفكار والقناعات السلبية..
ربما تختلف درجة الانفعالات من شخص للآخر، ولكن تبقى الفكرة هي “العامل المشترك” بين أكثر من شخص..
مثال وتشخيص
ولنضرب مثالا: أنا أعتبر أن المدير في العمل بيروقراطي ويعطل من الأداء، ولكن لابأس من التعامل معه لمصلحة العمل..
وزميلي “س”، يرى أن وجود المدير يهدد سعادته وراحة باله ويسبب له المزيد من الاكتئاب والحياة المكدرة، وقد يقاطع التعامل مع المدير أو لايتعاون معه على الأقل..
أما زميلي “ص”، فيرى أن المدير خطر يهدد وجوده..
تبقى فكرة وقناعة مشتركة لدى جميعنا، وهو أن المدير” فاشل”، ولكن درجة الفشل تزيد عند قناعات زميليي الآخرين إلى درجة تهديد السعادة أو الوجود!
فإن كان زميلي “س” يستطيع التحكم في انفعالاته وضبط ردود أفعاله، بحيث لن يستخدم سبيل العنف للتخلص من المدير، إلا أن الزميل “ص” بسبب ظروف التنشئة الاجتماعية، وربما الاقتصادية، قد تكون انفعلاته أكثر تطرفا فيقدم على قتل المدير مثلا!
ما الحل الجذري هنا؟
لايمكن أن يقتصر الحل فقط على إلحاق من هم على شاكلة الزميل “ص” للعقوبة القانونية المشددة أو للمصحات النفسية من أجل ضبط الانفعالات فحسب، وذلك اعتمادا على أن من على شاكلة “س” لديهم اتزان انفعالي.. وذلك لأن كلا من “س” و “ص” لديهم أفكار وقناعات في غاية الخطورة. بل لابد من اعتبار أن الشاكلة “س” هي البيئة الفكرة الحاضنة لكل من يقدمون على تصرفات إرهابية من عينة الأفراد “ص”
ولكن من هم أصحاب الشاكلة “س” في مجتمعنا؟
سياسيون، معلمون، أطباء، قادة رأي، رجال دين، أولياء أمور، أدباء وكتاب وإعلاميون يشكلون وعي المجتمع الحالي والعامل الأساسي لاستبطان العقل الجمعي لأفكار وقناعات “متطرفة وضيقة الأفق” عن من يختلفون معهم سياسيا ودينيا وطائفيا، وعرقيا..
والسؤال: كيف تتحول انفعالاتك من “س” إلى “ص” فتصير أكثر تطرفا وعدوانية؟
فتش هنا عن عوامل شديدة القسوة،  كالقهر السياسي والفقر والعوز الاقتصادي، والتهميش والشعور بالدونية اجتماعيا تؤثر كثيرا على انفعالاتك وتجعل ردود أفعالك أكثر عدوانية، لدرجة جعلت أكثر الحوادث الآن هي عبارة عن أب يقتل أطفاله الرضع لأنه لايقدر على إعالتهم!!!
إذن أصبحنا الآن أمام خريطة للمشكلة أكثر وضوحا تتجلى في المخطط التالي


العلاج الشامل
حتى يكون العلاج كافيا لجميع الحالات، لابد أن نبدأ بالأفكار..
وهنا دور القيادات السياسية في كل مجتمعاتنا..
لماذا؟
لأن القيادة السياسية هي من تفتح الباب وتعطي الضوء الأخضر للمفكرين والمثقفين ورجال الدين والمؤسسات التعليمية والتربوية كي تقوم بدورها العقلاني والإصلاحي المطلوب.
كذلك هي من تضيق الخناق -عبر الإجراءات القانونية- على المنظرين للأفكار المتشددة والقناعات المتطرفة الذين بات تأثيرهم كبيرا في الآونة الأخيرة.
أيضا لابد من علاج نفساني واجتماعي للحد من الانفعالات المتطرفة.. وهنا يلزم الحديث عن الثنائية والانفصام والاكتئاب كانفعالات، والعنف والتحرش والجريمة والإرهاب كسلوكيات لها ارتباط وثيق بالانفعالات السابقة..
هل تناسينا العوامل القاسية التي تؤثر على الانفعالات وردود الأفعال؟
لا لايمكن إغفالها، لكن الحلول الأكثر من تلك النافذة تعود بنا مرة أخرى للحديث عن مسؤوليات القادة الساسيين والاقتصاديين..
والخلاصة أن معادلة الفكر، الانفعال والسلوك هي الخريطة التي يتوجب علينا الاعتماد عليها حتى نعالج أصل المشكلة ورواسبها ونقلل من تأثير عوامل أخرى على السلوكيات العدوانية والإرهابية..
وأخيرا: الإرهاب صار دينا!
إن مفهوم الدين هو مايعبر عنه بأنه مجموعة من القناعات والاعتقادات النظرية التي تمثل مفهومك العام عن الوجود والكون والحياة، ويترتب عن تلك القضايا النظرية مجموعة من السلوكيات العملية والأخلاقية، والطقوس العبادية التي يفعلها الإنسان، وبذلك يكون الدين عبارة عن “عقيدة، وعمل”..
وعليه فالإرهاب بشكله الحالي لم يعد سلوكيات عشوائية أو أفعالا شاذة بعيدة عن خريطة الإنسان المعرفية، أو الوعي الجمعي العام، بل بات الإرهاب “دينا كاملا” يشتمل على اعتقادات مشوهة عن السعادة واللذة والناس والغير، و يترتب عليه سلسلة من الطقوس العدوانية تبدأ بالتخوين والإقصاء، وتنتهي بحرمان الأبرياء من الحياة حتى وإن تطلب ذلك تضحية الإرهابي بنفسه أملا في خلاصها من عذاب الحياة إلى نعيم ينشده في واقع آخر !!
ينتمي لدين الإرهاب مجموعة من الناس، يرتدون ثيابا أخرى لأديان بعيدة عن واقعهم وحقيقتهم، حيث ارتدى الإرهابيون قديما الزي المسيحي في عصور الظلام، واتخذوا من الصليب شعارا لحروب وحشية وانتهاكات دموية، وارتدى “الصهاينة” زيا دينيا “يهوديا” لتبرير نظرتهم العنصرية وثقافتهم الإحلالية وإرهابهم المستمر.. وحاليا يرتدون زيا مسلما ويتخذون من “الشهادتين” شعارا لإحداث المزيد من التدمير والانتهاك لكل ماهو إنساني..
ولذلك فالتعامل مع قضية الإرهاب لابد أن تكون أكثر قوة وشراسة لأننا هنا أمام تحديات كبيرة تتمثل في استبدال “دين زائف” وأنماط تفكيرية ومعتقدات خلقت ثقافة ومعاملات عدوانية، بدين حقيقي يمثل الاعتقادات السليمة والقناعات المنطقية والمعاملات الروحية والأخلاقية السوية..
منشور بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط التالي:

ماذا بعد الحيرة والشك الصادق؟


ربما أعاني من خلال الأحداث الجارية الآن بالحيرة والاضطراب وسط أمواج عاتية من الآراء المتعددة والمتعاكسة لكل ما يجرى من أحداث، وتزداد المعاناة عندما أكتشف أنّ لكل رأي دليله ولكل مقال حجته!
ما الذي يحدث؟
هل الأزمة تتعلق بقدرتي على الفهم والتحليل وجهلي في استنباط الرأي السليم واختيار الدليل القويم ومن ثم تصبح ممارساتي منضبطة؟
أم أنّ كثرة الأفكار المتعارضة والنظريات المتباينة تجعل الحيرة والزيغ أمرا طبيعيًّا لكل صاحب عقل سليم وفطري يحاول البحث عن الحقيقة والوصول إلى الواقع في كل ما يحدث حوله؟
أم أن المسألة هي حقا أنه ” لا يوجد حق مطلق ” ولا يوجد ” واقع ثابت ” مثلما يقول بعض الناس؟ لو كان هذا صحيحًا فعمّ أبحث حينئذ؟
لابد أن هناك ثمة خلل في شيء ما يجعلني أحتار، ولا بدّ أنني أيضًا أبحث عن الحق والعدالة المفقودة والتي قد لا أجدها في الكثير ممن حولي من نظريات وممارسات… سواء تلك الممارسات شخصية أو اجتماعية أو سياسية!!
فكم من ” المتدينين ” خدعت فيهم.. و من السياسيين ” المحترمين ” صدمت في مستوى أدائهم..
وما أكثر النظريات السياسية والاجتماعية التي فشلت بالتجربة، وما أغرب المعارف التي كنت أحسبها يقينية وأبطلها العلم!
كم من أصدقائي يقولون ويفعلون العكس، وكم من رمز أخلاقي وعلمي واجتماعي وتاريخي كانوا يمثلون ” قدوتي ” في تلك الحياة، أجد معول الهدم يصل إليهم، فيسقطون من نظري الواحد تلو الآخر حتى أنّه لم يتبق من معبد القيم والأخلاق بداخلي من يمثله في الخارج ويجسده في الواقع ..
فهل ذلك البناء بداخلي كان وَهمًا بنَتْه أساطير الأولين ممن كنت أحترمهم وظهر زيفهم وبان معدنهم؟
وهل يستمر الزيف من ” مجسدي العدالة ” ليطال المبدأ ذاته؟ أي أنّ العدالة زيف والأخلاق وهم والإله عدم؟
كل ما يدور في ذهني يجعلني حتما أحاول أن أخلد إلى الهدوء المؤقت، بل والشك في كل ما يحدث بما في ذلك شك في ثوابتي الخاصة، شك لا في وجود دولة العدل أو مدينة الأخلاق والمثل بل هو شك في الأخلاق نفسها، وشك في الوجود ذاته!!
وماذا بعد الشك؟ فالشك المستمر مرض لا يبرؤه إلا شيئان؛ إما التوصل إلى اليقين، أو الانتحار.. سواء بتمويت الجسد والنفس، أو بالعيش في تلك الحياة بلا هدف ولا إيمان بأي شيء. وهي حياة رجل ميت بالفعل ولكنه جبان ولا يملك شجاعة الانتحار!!
ولكن لماذا أميت نفسي؟ لأرتاح من عذاب الشك؟
نعم فربما كان في الموت يقين!!
ربما هناك واقع آخر يجيب أسئلتي ويخرس صرخات الشكوك بداخلي ..
وإذا كان حقا ثمة واقع آخر أفهم من خلاله ما كنت فيه قبل موتي، فهل كانت هناك فرصة لأن أفهم كل ذلك وأنا في حياتي الأولى؟ أم أن الأمر محال؟ ربما لم يكن محالا وربما كان التقصير مني أنا، وربما يؤلمني الضيق والألم والندم بسبب كونى كنت قادرًا على المعرفة في عالمي الأول فتأخرت واستسلمت لشكوكي وهربت بسرعة.. بل وظننت أن قتلى لنفسي شجاعة فأدركت أن الشجاعة الحقيقية كانت في محاولة كسر شكوكي في حياتي الأولى بالبحث عن اليقين وليس بالهرب من الشكوك بالموت!!
ربما أندم حقا من ” مرارة ” الاستسهال والهروب بعد أن يفوت الأوان ..
لا … !!
من العبث أن أترك فرصة وجودي في تلك الحياة دون أن أبحث بحثًا حقيقيًّا متعمقا ومضنيا عن إجابة السؤال: هل هناك وجود ويقين وحقّ أم لا؟ ولن أؤسر لإجاباتي البلهاء بالنفي فأستسلم لها وللموت فيحيلني الموت إلى الندم!! عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.. وهناك فرصة للمعرفة في ذاك العالم الذي أراه وأسمع من فيه، ولن أتركها وأبحث عنها في عالم آخر قد أقع فيه بعد الموت ويجردني هذا العالم من أدواتي الأساسية “البصر واللمس والتذوق والسمع والكلام والفهم والتعقل والتحليل والذاكرة والعاطفة والخيال والفنون والإبداع” …
 يااااه !! حقا إنّ لي أدوات عديدة أخاف أن أفقدها فيزداد شكي، بل أخاف ألا يكون هناك شك ولا تشكيك !! بل أخاف ألا أصير أنا !!
عدم؟  …. نعم أصير عدما …
 لا لا فإحساسي بوجودي مهم، وشكي مهم، وحواسي وعواطفي وعقلي أدوات لا أستطيع التخلي عنها.. ولكنى ومع ذلك أشك ..
أنا أشك !! إذن أنا موجود !! ولست عدما فاقدا حتى للعقل الذي يشك والشعور الذي يخاف !!!
إذن هناك واقع ووجود ..
نعم فالتفكير والشعور اللذان دلاني على وجودي حتما سيوصلانني إلى باقي أركان الوجود .. فطبعا لست وحدى وطبعا هناك إمكانية لمعرفة الوجود وحقيقته، لقد عرفت حقيقتي ومدى ثبات مبدأ ” أنى أشك ” ويقيني من ” شكّي ” أوصلني إلى يقيني في وجودي وسيوصلني إلى أن هناك حقائق مطلقة. سأحاول الوصول إليها.. سأعصر عقلي وفهمي لنَيلها وسأصل في النهاية لبعضها وإن مت قبل ذلك فسأكسب شرف المحاولة ..
لا أدرى لماذا وأنا أسطر تلك الخواطر أشعر بكوني ” إنسانًا ” يملك العقل والحماس والقوى والإرادة والأمل، وغابت عنى غربتي التي كانت تغذيها شكوكي ويأسي ومرضى وضعف إرادتي وجهلي !!
 أشعر بإيمان غريب بكوني سأواصل طريقي في المعرفة .. إدراك كل ما عداني ومعرفة نفسي وأسباب وجودي .. وقبل ذلك معرفة ” سبل المعرفة ” !!
وأنا .. من أنا؟ أنا العاجز الذى كنت أشك فأيقنت فقط بوجودي، أنا الجاهل الناقص المريض الذى أفاقته شكوكه إلى أن يؤمن بأول حقيقة بسيطة ألا وهو ” أنه موجود ” أنا الذى أدّعى جهلي بجميع الحقائق المركبة ولا أعلم منها سوى حقيقتين، الأولى وجودي، والثانية أن هناك حقائق تترتب على حقيقة وجودي، ومن ثم أبنى صرح المعرفة من البسيط إلى المركب ومن اللبنة الأولى إلى الأعمدة والأركان والنوافذ ..
وإذا كنت ناقصا للعلم والمعرفة والقدرة فحتما لم أخلق نفسي… فخلقي لنفسي يقتضي أن أكون عالما بنفسي وقادرًا على الصناعة وأنا مفتقر للحالتين، ياااااااااااااه …. سرحت للحظات في أن أكون “موجودا” و “ألا أكون” فاخترت أن أكون بل وأحببت كونى أكون وأوجَد.. إنها نعمة وهبة وهدية لا يهبها لي سوى عقل كامل يعلم بإرادتي قبل أن أريدها ويدرك ما أحب قبل أن يتوصل إليه عقلي وتهفو إليه عواطفي !! بالتأكيد ليس عقلي أنا بل هو عقل كامل يحيط بي ويدركني على الإطلاق ..
وبالتالي فمن أوجدني حتما هو يعلمني ويدرك حقيقتي ويقدر على صنعي بشكل كامل ومطلق بحيث لا يحتاج إلى آخر كي يستعين به سواء في العلم أو القدرة، وإلا كان الآخر هو صانعه وصانعي! وحتما ذلك الكمال الذى استوجب أن يوصف به صانعي لا يكون في أبى وأمي – إن كان لهما وجود أصلا! – ولا في أجيال تسبقهما، بل لا في مادة تحتاج لأبعاد الطول والعرض والارتفاع والمسافة والزمن لتتحرك وتقوم بأي عمل، وإلا لكان طولها وعرضها وتجسدها ومكانها وزمانها أولى بالصنع وأقدر على الخلق منها .. إنّ ” الكمال ” الذى صنعني مطلق ومجرد عن الاحتياج، فلا يحتاج زمانا ولا يحده مكان .. أزلي سرمدي صدر عنه وجودي والزمن والمادة والحيز الذى حولي والذى يشغله بدنى..
ماذا بعد الحيرة والشك الصادق ؟!
 إنه الإله المتصف بكل كمال..
” من وحي فلسفة ديكارت “
منشور بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط الآتي:

العقلانية هي الحل (2)




 **إزاي عمليا ممكن يتوافق الديني والعلماني على "مبادئ عقلانية" وأصلا المسلمين نفسهم مذاهب واتجاهات؟
 = المذاهب الرئيسية في المسلمين حاليا فيها مجموعة من العقلاء والمفكرين متفقين على أصول ثابتة ومبادئ حاكمة، مش عقلانية وبس، لا ودينية وشرعية لاخلاف عليها بين المذاهب والاتجاهات المختلفة.
**هل المبادئ دي كفيلة إنها تبقى حجر أساس لوحدة إسلامية، ودول ومجتمعات متماسكة؟
 = التانية آه، الأولى لأ.. هيفضل فيه اختلاف، اللي حاولوا يعملوا وحدة مذاهب فشلوا بامتياز، لكن الأسهل هو المبادئ المتفق عليها، وترك مساحة الخلاف باقية بشرط تاخد حجمها الحقيقي، مش أكبر منه.
**إزاي؟
 = العدل والظلم- مفاهيم ومصاديق الإيمان والكفر- المواطنة والأقليات وحقوق الإنسان الأساسية- مقاصد الدين والشريعة- دوائر الأمم والأوطان والحضارات والأديان... إلخ سهل جدا التوافق على حدودها بين المسلمين كافة ومن كافة المذاهب، لكن دا محتاج شرط وحيد؛ إنك تتكلم مع ناس عندها وعي وفكر، مش مجرد مقلدين وعقول متحجرة ناقلة...
 مش ناس تقول لها ربنا بيقول كذا والمسألة منطقيا ولغويا تفسيرها آهه والنبي بناء عليها عمل كذا، يقول لك لأ بس العالم الفلاني فسرها بكذا..
** كلامك مثالي أوي، خصوصا في واقع زي دلوقتي
 = بالعكس، الصراعات الطائفية الحالية هتؤكد بعد فترة إنه لابديل من التوافق والتصالح والتعايش، الواقع المؤلم بيقول إننا هنوصل – غصب عننا- لمرحلة نفهم فيها إن فكرة إما أنا أو الآخر دا وهم كبير، وإن الخلافات المذهبية والعرقية ماهي إلا أدوات بيستخدمها السياسيين لبسط النفوذ والسيطرة، ودا ليه ارتباط كبير بمصالح أباطرة المجتمع الدولي. 
 وصعوبة التوافق اللي انت شايفها دلوقتي مصدرها إن أطراف الصراعات مازالوا مؤمنين إن الحسم العسكري والقوة هي الحل، لكن لما تلاقي الكل ضعف وخسر، هتلاقي التوافق العقلي ولغة التسامح أصبح قدر مفروض عليهم، زي ما اللبنانين اضطروا للغة العقل بعد سنوات من الحرب الأهلية!
 ** طيب إيه جدوى الكلام دلوقتي عن توافق وأسس عقلية والناس في صراعات، والمجتمع الدولي يقوده الأقوى وبيتحكم في مصايرنا بشكل كبير؟
 = قصة سلامة الرمزية في فيلم "وا إسلاماه" إنه كان بيحذر الناس من التتار، وقالوا عليه أهبل، لأنهم كانوا منشغلين في صراعات داخلية، لكن لما التتار قربوا الناس قالوا إن سلامة كان عنده حق، الهتاف بتاعه دخل وجدانهم حتى وهم كانوا بيكذبوه وقتها.
 لازم يكون فيه صوت يحذر الناس، ويصحي ضمايرهم ويخاطب العقل والوجدان، سيبك من مشاعر الرفض والسخرية والاستهجان دلوقتي، مسيرها هتستبدل بمواقف وانفعالات تانية في وقت تاني، ودا بالتأكيد أحسن من إن الناس لما تحتاج تفوق، متلاقيش حد يقول ولا حتي نداء داخلي في وجدانهم اتقال لهم قبل كدا وكانوا بيسخروا منه زمان.
 صدقني هييجي وقت الناس فيه هتضطر تفكر بعقلها، السنة هيسيبو محمد بن عبد الوهاب وهيضطروا يقروا للطهطاوي ومحمد عبده، وتلاميذهم، والشيعة هيرجعوا يحترموا شريعتي وباقر الصدر ومطهري، والطرفين هيقروا مسار وفكر الأفغاني، والمتدين والعلماني هيضطروا يقروا لابن رشد...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155074462830428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

العقلانية هي الحل (1)



-العلمانية هي الحل عشان نبعد الدين عن السياسة 
= طيب حضرتك دا هيتسبب في مشاكل ايدولوجية وينقسم الناس تاني إلى (ديني/علماني)
-لأ العلمانية فوق الأيدولوجيات وهتعصمنا من الخلاف
= انت مش فاهم كلامي؟ بقول لك ناس كتير هترفض الطرح دا، فيهم المتدين والمتشدد على فكرة
-العلمانية مش هتلغي الدين والمتدينين، هتلغي بس تدخل الفتاوى في السياسات والقوانين والتطور العلمي
 = بعيدا عن مدى صدق كلامك أو اقتناعي بيه، احنا وطن ومحتاجين إطار مشترك يجمع (الديني والعلماني) ويتفقوا عليه
-الإطار هو العلمانية، العلمانية هي الحل
 = وإزاي هتقنع الديني بكدا؟ خاصة إن غالبية شعبك مش مؤمنين بكلامك؟ هتفرض الحل دا على الجميع بالقهر؟ 
-طيب إيه الحل في رأيك؟
 = العقلانية هي الحل، كل من المتدين والعلماني مش هيرفضوا العقل، العقل السليم بيوصلك للدين والإله والفضيلة، والعقل كمان حاكم على التطور العلمي، ومن العقل تقدر تميز بين غاية الدين ومقاصده، ودوره وبين استخدامات العلم، بمنتهى المنطقية...
 نموذج العلمانية بتاعك مستحيل تقنع بيه الملايين خصوصا إن الدين الإسلامي متكامل بعقلانيته وروحانيته ونظمه الاجتماعية والقانونية العادلة، إنما النموذج العقلاني في فهم الدين ومقاصده، ومعرفة الزمن والمكان يمكن بكل سهولة إنه يكون المخرج المنطقي الأفضل لأزمتنا الحالية..
-لكن المتدين مش هيقبل بكدا...
 = مفيش متدين حقيقي هيرفض العقل السليم ويضاد مادعا إله أقطابه زي ابن رشد ومحمد عبده والطهطاوي وغيرهم، محتاجين بس نغير عند الناس الصورة الخاطئة عن العقل والتدين، ودا جوهر الخطاب الديني المطلوب تجديده "مش تحييده وفصله عن مظاهر الحياة"... 
 وللعلم مفيش علماني عايز الخير لمجتمعه وبلده ولنفسه، إن يتوفر عنده نموذج يتصالح فيه الدين والعقل والعلم بلا جهل وسطحية أو تشدد واحتكار للفتاوى والحق، وميأيدوش حتى لو النموذج دا مفيهوش فصل بين الدين والعلم والقوانين، بس النظام هيكون فيه فهم عقلاني للدين، وحدوده وقوانينه وهو مايصب في صالح الجميع...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155050916620428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

الأديان والإرهاب "منقول"



" يلزمنا العمل على تنقِية صُورة الأديان مِمَّا عَلِقَ بها من فهومٍ مغلوطةٍ، وتطبيقاتٍ مغشوشةٍ وتديُّنٍ كاذبٍ يُؤجِّجُ الصِّراعَ ويبث الكراهية ويبعث على العُنف.. وألَّا نُحاكِم الأديان بجرائمِ قِلَّةٍ عابثةٍ من المؤمنين بهذا الدِّين أو ذاك، فلَيْسَ الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلًا فاسدًا، ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويجدون مَن يمدهم بالمال والسلاح والتدريب..
 ولَيْسَت المَسيحيَّة دين إرهابٍ بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير،
 وليست اليهودية دين إرهاب بسببِ توظيف تعاليم موسى عليه السلام –وحاشاه-فى احتلالِ أراضٍ، راحَ ضَحِيَّته الملايين من أصحاب الحُقُوق من شَعْبِ فلسطين المَغلُوب على أمرِه،
 بل لَيْسَت الحضَارة الأوروبيَّة حضارةَ إرهاب بسببِ حربين عالَميتَين اندَلعتَا فى قلبِ أوروبا وراحَ ضَحِيَّتها أكثر من سبعين مليونًا من القتلى،
ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البَشَر والحَجَرَ فى هيروشيما ونجازاكى،
 هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان وعن منطق الحضارات وهذا الباب من الاتهام لــو فُــتِـحَ –كما هو مفتوحٌ على الإسلام الآن-فلَنْ يسلَم دينٌ ولا نظامٌ ولا حضارةٌ بل ولا تاريخٌ من تُهمة العُنف والإرهاب."
 من كلام الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155035529390428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

خدعة باسم التنوير


التنويري هو شخص بيعمل عقله للوصول للحقائق وبيقاوم كل الأفكار الظلامية والخرافية، لكن هذا التنويري من الأولى بيه إنه يعرف إن الفكر في أوقات كتير بيكون أداة سياسية...
زي ماهو حافظ في التاريخ إن الخلفاء الأمويين استغلوا الفكر الجبري لتثبيت حكمهم والنيل من المحاولات الثورية لإسقاطهم، على اعتبار إن: ربنا بيحبنا عشان كدا سايبنا نحكمكم!!
وإن خلفاء بني العباس استثمروا الصراعات الفكرية وبعضهم عمل فيها معتزلي واللي مثل دور ناصر السنة، كل دي كانت أدوات لمزيد من السيطرة والتمكين.
وزي ماهو عارف إن في عصور الظلام تم استغلال الأخلاق والدين كشعارات لتبرير ظلم الأباطرة، وتم الزج بالمسيح والصليب لتبرير غزو بلاد الشرق "أو مايسمى بالحروب الصليبية"..
فمن باب أولى هو محتاج يفهم إن الزج باسم التنوير، حاليا وفي الوقت دا، من أجل خوض حرب نفوذ ضد الأزهر، دا هيخليه أداة سياسية مرضي عنها النهاردة، ومغضوب عليها بكرة لما نفس السياسي اللي استعمله، يستخدم ضده أداة أخرى تقع تحت سلطان قانون ازدراء الأديان!
ولكم في قصة ابن رشد العظة والعبرة...

أيوة الكلام على إسلام البحيري واللي طالعين يهاجموا الأزهر في الظروف دي.. وتحية لكل من اختلف مع الأزهر لكنه آثر الصمت في الأزمة دي بالذات، عشان ميكونش طرف في صراع هو في الأصل سياسي وله مغزى معروف، مش ساحة فكرية...

وحدة الشعائر في الأديان


في ذكرى الإسراء والمعراج
البعض يقولون إن رحلة المعراج موجودة في ديانات قديمة "بحذافيرها"
واستنتاجهم هنا:
إن المعراج خرافة مأخوذة عن قصة قديمة ومن ثم هي دخيلة على تراثنا
.........
ولكن العبد لله له وجهة نظر أخرى
أن الأديان لها نفس الأصل والمنبع "الله الواحد"
وبالتالي هناك أكثر من نبي حدث له معراج
هناك أنبياء رفعوا للسماء، كإدريس وعيسى عليهما السلام، ولايمكننا هنا الحديث عن أن رفع المسيح هي قصة إدريسية الأصل!!!!
الصلوات في الزرادشتية القديمة لها نداء "كالآذان" وأظن أن لها سجود! وللعلم زرادشت كان نبيا إبراهيميا! وهذه ليست مفاجأة لمن يقرأ في التاريخ...
البراهما"قديس الهندوسية وملهمها" تم إلقاؤه في النار ونجا منها، وهناك من يقول إنه هو نفسه النبي إبراهيم نظرا لتشابه القصة والظروف التاريخية...
إشكالات فلسفية مثل القدم والحدوث كانت موجودة في زمن البوذا!!
كونفوشيوس كان يقول وبكل وضوح إنه مرسل من السماء للأرض!!
الخلاصة: إن الإنسان في مختلف الأزمنة له عقل يطرح إشكالات وأسئلة مشابهة لما هي الآن، ولنراجع شبهات العصر اليوناني ومدارسه الفكرية لنجد أنها لاتختلف كثيرا عن مدارسنا الفكرية والسياسية والأخلاقية الحالية، سواء المادية والمثالية والواقعية، وحتى الإلحاد واللاأدرية وغيرهم...
أما المنهج الإلهي المتمثل في الرسالات والنبوات، فله نفس الأدوات والوصايا والسلوكيات، بل وكذلك تتشابه فيه الشعائر كثيرا من صلاة وصيام وأضاحي وحالات روحانية فريدة من ضمنها "رحلات المعراج"...

نصيحة: أرجو ألا نتفاجأ بأن كثيرا من شعائرنا وطقوسنا الدينية ومروياتنا تتشابه مع أديان سماوية وأرضية سحيقة، فالمنبع واحد بوحدة الإله نفسه، حتى وإن نالت من تلك الأديان الأيادي البشرية بالتحريف والتأويل البشري المغاير...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155023409965428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

الخطاب الديني عن الظلم والظالمين


الخطاب الديني عن الظلم والظالمين
جوهر الدين هو تحرير الإنسان من الخطايا وتطبيق العدل في مملكة الإنسان "الداخلية"، والمجتمع خارجيا
بكدا يبقى محاربة الظلم وتكريس العدالة هنا هي رسالة الدين.. ودي قاعدة ثابتة
بص للآيات دي وافهمها كويس
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (الحديد/25)
"وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ " (الشورى/15)

حتى الشرك بالله، مشكلته الأساسية إنه ظلم كبير
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان/13)
"تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (البقرة /229)
.............
لكن إيه اللي بيتغير هنا طبقا للزمن والمكان؟
اللي بيتغير هم الظالمين أنفسهم، اللي خلونا نتفق ان دا تعريفهم العام: أعداء نشر الدين، أو إرساء الفضيلة والعدالة بشكل عام، هم اللي بيحرموا الإنسانية "متعمدين" من إنها تتعرف على دينها "الحقيقي" والنموذج الأكمل للعدالة...
وركز أوي في شرطين: الاول هي "التعمد"، والتاني مواجهة "الشكل الحقيقي للدين" مش النماذج المشوهة والمتطرفة...
يعني ممكن قادة الظلم في زمن ما يبقو يهود، وكمان مشركين، زي الظالمين في زمن الرسول ص
وفي زمن آخر "عدوان صليبي" بمعنى ناس انتهازيين بيتستروا بالدين المسيحي زورا عشان أطماع في بلاد الشرق...
وفي عصرنا الحديث: الاستعمار مثلا لأنه بيقدم صورة مادية نفعية ونيتشوية لكل مظاهر الحياة، بعيدة عن الحق والعدل والخير، وللأسف بينبهر بيها شباب كتير...
الشيوعية اعتبرها المفكرين خطر حقيقي لأنها تدعو لعبادة المادة وتمويت الفضيلة والميول الطبيعية وبتتستر بالتكافل الاجتماعي والمساواة...
ممكن قادة الظلم يبقو مسلمين ولكن في غاية الظلم والاستبداد، يعني بيقدموا صورة مشوهة للدين بتسوغ للظلم الاجتماعي والفكري والاقتصادي.. ودول قادة وحكام كتير حكمونا على مر الأزمان...
............
اللي بيحصل حاليا من بعض الدعاة والخطباء هو خلط مابين الثابت والمتغير، فيعتبر اليهودي وغير المسلم ظالم ليك في كل مكان وزمان حتى لو عايش في مصر مسالم مش بيعمل لك حاجة، وبيعتبر المسلم عدل وجميل حتى لو حاكم ظالم بيسرقك.. ودا نتاج جهل وسطحية في التعامل مع نصوص الدين...
.............

الخلاصة إن مواجهة الظالمين من أهم الرسائل الاجتماعية للدين، لكن تشخيص الظالمين هنا بيتغير من زمن ومكان للتاني ولايتوقف الظلم على دين بعينه، بقدر مايتوقف على سلوك واتجاه يعادي رسالة الدين الحقيقية في بناء إنسان ومجتمع عادل...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10154985534505428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

أصحاب المثل هم الأنجح لو تعلمون



كثر في الآونة الأخيرة تصنيف الزعماء والقادة إلى صنفين، الأول أصحاب المثل والمبادئ العليا، والثاني البراغماتيون أو أصحاب المصلحة أو على الأقل من يحملون معيار النتيجة لا الفضيلة..
الصنف الأول أهل الخير والثاني الأكثر دهاءً وذكاءً...
لكن ما أريد أن أوضحه أن الصنف الأول في رأيي هو الأعلى عقلا وكذلك ذكاءً، فالخيارات التي تحمل الفضيلة وتتسم بالحكمة والعدالة لاشك أن تبعاتها على المدى البعيد أفضل وأقوى، بل وتؤتي بثمار ونجاحات هائلة مستقبلا، بحيث لو حاول أعتى البراغماتيين الوصول إليها لما هداه تفكيره ودهاؤه...
ولنأخذ مثالا من الماضي حول قضايا نستطيع الاتفاق عليها.
موقف النبي ص من المؤاخاة بين أصحابه بعد الهجرة، رغم أنه موقف مبدئي وأخلاقي إلا أن ثماره الاجتماعية والاقتصادية كانت هائلة بما لاتستطيع الأطروحات الاقتصادية البراجماتية أن تصل إليه، كذلك العفو عن أسرى مكة بعد فتحها، رغم أنه تصرف ينم على الوفاء والتسامح، لكن عباقرة البراغماتية السياسية يحللونه بأن محمدا ص قضى على معارضة الدولة من مهدها، دون إقصاء أو تهميش أو اتخاذ مواقف صارمة مع أكابرهم تكون بمثابة من يغرس بذورا من الشدة ليحصد أغصانا من الحقد والتشفي، وثمارا من العداء – الداخلي- قد يصيب المجتمع والدولة بالضعف...
أما على الجانب الآخر، فلايمكن للبراجماتي الذي يبحث عن النجاح والمصلحة والنتائج الملموسة أن تمتد نواظره ليفكر في نتائج بعيدة ونجاحات تتطلب خسارة قريبة ومتوسطة، لينعم بآثارها من يأتوا بعد موته! لأن ذلك التفكير من شيم أصحاب المبادئ كما قلنا، الذين يعملون للمبادئ نفسها ولايهمهم مدى ومستوى النجاح وهل سيدركونه أم سيحفل به الأحفاد!
لذلك أستطيع أن أقول إن البراجماتي هو الأكثر غباء وحمقا من الحكيم صاحب الفضيلة، مهما بدا دهاء هذا النفعي مثيرا للإعجاب، ومهما ظهر الحكيم في نظر العامة فبصورة الأبله لأنه غير مكترث باستخدام ما بين يديه من أدوات رخيصة...
فالحكيم الذي فضّل المبادئ واختار – بإرادته الحرة- الطريق الأبعد والسعادة الأبدية عن وهميات مؤقتة ومصالح ضيقة، لا بد وأنه يحمل من الحكمة والتعقل والصبر والرزانة والحلم والتفاؤل مالايملكه ضيق النظر، المتشنج المتعجل، الغاضب، المتشائم، وعليه فجميع الأدوات في يديه وتحت سلطانه ولكنه مع قدرته، يرفض استخدام أدناها واستعمال أخسها.. على عكس البراغماتي الذي يملك أدوات أقل اتساعا وأكثر نذالة، أما أدوات الصبر والتخطيط الطويل والمبدأ وغير ذلك فلا يطيق الركون إليها ولا تتحمل حرارته المشتعلة برودتها...
ولذلك أستطيع أن أقول، إن أكثر الممارسات براجماتية "أي نتائج ملموسة" هي من أقدم عليها أصحاب المثل العليا رغم زهدهم في قطف نتائجها، وأكثر الخطوات "حماقة" و "فشل" هي من رسم صيغتها من كان يظن الناس بأنهم "الأكثر دهاءً وبراغماتية"...
وحقا صدق علي بن أبي طالب عندما حكى الناس عن خصومه واصفين دهاءهم، فباردهم قائلا "لولا التقى- أي التقوى- لكنت أدهى العرب..."، فانظر اليوم إلى "علي" ومكانته في عقول وقلوب المسلمين وغيرهم، وإلى حال خصومه، تجد الفارق! 

https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10154667261450428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

عايز تتخلص من نظام ظالم ومستبد؟


عايز تتخلص من نظام ظالم ومستبد؟؟
أولا: لازم يكون عندك أفكار ومبادئ قوية، مش مجرد شعارات فضفاضة بلا أي إطار لتطبيقها، وتكون مش بعيدة عن الشعوب وثقافتها
ثانيا: لازم تربط أفكارك بلقمة العيش وحياة الناس، وتنطلق منها لقيم أسمى وأعلى
ثالثا: تحركك لازم يراعي اختلاف الفصائل والطبيعة الاجتماعية للمكان اللي انت فيه، يعني خطابك يحقق مصلحة كافة الطوائف أو العرقيات داخل مجتمعك (يعني في مصر مينفعش تخسر ملايين المسيحيين أو تخسر ملايين من علويين سوريا بالكامل بسبب خطاباتك الطائفية...)
رابعا: تمسكك بشعاراتك وقيمك هو اللي هينجح موقفك، حتى لو كانت المؤشرات بتقول انك في فترة ضعف.. مش تتعامل وتاخد تأييد دول انت نفسك كنت رافض التعامل معاها ومعارض لمواقفها على طول الخط...
خامسا: شعاراتك تتجاوز العرق والمذهب، يعني ابعد تماما عن الشعارات المذهبية، لأنها وإن نجحت في تجييش طوائف كاملة، لكنها في الوقت نفسه بتستعدي الآخرين، تحول القضية السياسية من خانة الخصومة إلى خانة (صراع الوجود) ودي في حد ذاتها كارثة هتتسبب في تفتت الدولة والحدود وتمزق أي نسيج اجتماعي كان موجود، حتى لو انتصر فصيلك السياسي، فمؤكد انه هيكون انتصار مؤقت لأنك هتعيش في صراعات طائفية "وجودية" مستمرة مع فصائل محيطة...
سادسا: متستعجلش النتايج، لان استعجالك هيخليك تتبنى مواقف بعيدة عن مبادئك، بحثا عن الانتصار السريع، زي تبنيك لشعارات طائفية أو الاستقواء بكيانات ودول مكروهة ولكنها ذات نفوذ إقليمي.

لو حققت الشروط دي، هتنجح وتنتصر ولو بعد حين، الكيانات بتموت والقوي بيضعف والقوى الكبرى مش بتعيش للأبد، يهلك كل شيء وتبقى المبادئ اللي فضلت تتمسك بيها، هيبقى وقتها تاريخك المشرف والمنحاز للناس على طول الخط، اللي مش هيكون فيه مواقف نفعية بحتة...

https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10154619167340428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

آيات العذاب أم كوارث طبيعية؟


بعض الناس- من حقي أوصفهم بالسطحية- بيقولولك إما تعتبر الكوارث الطبيعية "غضب ربنا" أو تعتبرها "نتاج للقوانين العلمية والطبيعية" وبيعتبروا بالشكل دا إن فيه تعارض بين النظرة الدينية والعلمية للكوارث والأوبئة وغيرها...
بمعنى تاني بيفصلوا بين إن الكوارث الطبيعية أحيانا ربنا بيعتبرها "عذاب" بيرسله للمفسدين، في حين العلوم الطبيعية تعتبر كتير من الكوارث ليها أسباب أخرى غير كونها عذاب..
الحقيقة إن فلاسفة المسلمين قديما قدموا رؤية محترمة وعقلانية  للتوفيق بين العلم والقدرة والحكمة الإلهية وبين القوانين الطبيعية، هي رؤى العقلانيين "كابن رشد ومحمد عبده والمعتزلة وبعض مجددي الأشعرية"
خلاصة الرؤية دي إن الظواهر والكوارث الطبيعية ليها أسباب "طبيعية" ولكن يتدخل فيها العنصر البشري خاصة لما يتداخل الفعل البشري مع الطبيعي، زي زيادة معدلات الزلازل في بعض المناطق نتيجة للتجارب النووية، وزي المشاكل البيئية الناتجة عن صيد الأسماك بالديناميت والنفايات اللي بنضطر لحرقها..
وزي الشعوب الراضية بفساد حكامها... طيب إزاي دا؟
لما الطبقة الحاكمة تفسد، والشعوب ترضى وتستكين بيتحول الحق باطل والظلم إلى عدل، دا بيولد في الشعوب لامبالاة أخلاقية وقيمية فتنهار القيم وتزداد حالات الغش والسرقات والتزوير وغير ذلك، ودا بيؤدي إلى إننا ممكن ناكل لحم حمير ونروي الأرض من مياه المجاري ونزود الفورمالين في الجبن ونحقن الدواجن بالمية عشان يزيد وزنها وكل دا بيتم بشكل يبدو وكأنه منهجي ومنظم، ودا ليه تداعيات على صحتنا العامة وعلى تلوث المكان وزيادة نسبة الأوبئة والأمراض وتغير لون النيل والسما والسحاب زي مابنشوف..
وكل الأسباب دي العلم بيؤيدها جدا لدرجة إنه بيربط "المرض" بعاملي الجهل والفقر، والعاملين دول مرتبطين جدا بالطبقات الحاكمة وتأثيرها على زيادة الفقر والبطالة، وعلى شيوع الجهل اللي بيؤدي إلى انعدام الضمير والمسؤولية.
عشان كدا مينفعش نفصل العامل البشري "زي فساد الحاكم والمحكوم" عن الكوارث والأوبئة اللي بتصيبنا، ودا اللي أشار إليه القرآن في آية شديدة الوضوح "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"
لكن أحيانا المولى تبارك وتعالى بيتكلم عن الكارثة الطبيعية باعتبارها وسيلة بيرسلها للناس:  إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْس مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْل مُّنقَعِر (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ (سورة القمر).
هل دا يتعارض مع إن فساد الناس كان سبب في إرسال الريح الصرصرا "اللي محدش عارف هي عبارة عن ايه.."؟
لا طبعا، لكن القرآن اتكلم عن الآية من زاوية تانية، إن الكوارث الطبيعية دي هي من جملة "أفعال الله" لأن الطبيعة دي هي اللي خالقها، وحتى لو فسادنا استدعى الكارثة وكان سبب فيها، فالكارثة الطبيعية لن تخرج عن كونها فعل من أفعال الله يقع تحت قدرته جل شأنه، وبالتالي كان من الطبيعي برضه إن ربنا يقول عن نفسه فيما معناه "احنا اللي بنعذبكم" وفي موضع تاني يقول فيما معناه "أفعالكم اللي بتستدعي الكوارث الطبيعية".. تعالى كدا نربط الجملتين ببعض هنلاقي الكلام معناه: أيها الإنسان، أفعالك بتخليك تستدعي الكوارث الطبيعية، انت كدا بتعذب نفسك، وبتخلينا نرسل لك الكوارث دي ونعذبك، أفعالك السيئة أيها الإنسان بتخلينا نعذبك..
ياريت بعد ما فهمنا ان مفيش انفصال بين إن الإنسان سبب من أسباب تعرضه للمصائب والكوارث، وإن هذه المصائب يرسلها الله تعالى "لأن الكون كله تحت قدرته وحاكميته" ياريت نتأمل في فهم الآية دي: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) (الأعراف)
أكيد أفعال الناس وقتها وظلمهم وفسادهم وتلويثهم لضمايرهم والبيئة حواليهم، استدعى الجراد والقمل والضفادع، بشكل ليه أسباب علمية ومنطقية، ودا اللي قاله ابن عباس في تفسير الآية، راجع معايا كلامه اللي رواه ابن كثير: قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَان " اِخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ فَعَنْ اِبْن عَبَّاس فِي رِوَايَة كَثْرَة الْأَمْطَار الْمُغْرِقَة الْمُتْلِفَة لِلزُّرُوعِ وَالثِّمَار وَبِهِ قَالَ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم وَعَنْ اِبْن عَبَّاس فِي رِوَايَة أُخْرَى هُوَ كَثْرَة الْمَوْت وَكَذَا قَالَ عَطَاء وَقَالَ مُجَاهِد الطُّوفَان الْمَاء وَالطَّاعُون عَلَى كُلّ حَال 
تعالى بقى لواقعنا الحالي، لو فرضنا- ودا محال- إن الوحي مازال ينزل فمن الطبيعي لما يحصل لنا كوارث زي السيول والأمراض والأوبئة إنه يعبر عن دا بنفس الطريقتين
1-    ظهرت الأوبئة بسبب فساد الناس: ودا كلام يؤيده العلم
2-    ربنا أرسل الأوبئة ومظاهر الفساد ليعاقب الظالمين، ودا كلام يؤيده العقل اللي اعترف بإن للإله الحاكمية والقدرة وإن القوانين الطبيعية هى نتاج أفعاله تعالى..
3-    وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون: ودي النتيجة المترتبة على إيمانك بالنقطة الأولى والتانية
بكدا يبقى اللي بيقول إن السيول والأوبئة دي غضب ربنا نقول له مظبوط، واللي يقول إنها كوارث ليها قوانين طبيعية نقول له مظبوط ونزود عليه إن الكوارث الطبيعية من جملة أسبابها إفساد الإنسان لنفسه وللطبيعة، أما الشخص اللي هيكون فاهم إن فيه تعارض بين أفعال الإله والأسباب الطبيعية اللي من ضمنها ظلم الناس، فهنقول له كلامك غير منطقي يتعارض مع العقل، وكمان مع آيات القرآن اللي مفيش أوضح منها في هذا السياق.
أقول لك المفاجأة الأولى بقى: اقرأ الآية دي للآخر: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) (سورة الروم) يعني ربط في نفس الآية بين إن الفساد بسبب الناس، وكمان من ضمن أفعال الله ودا بان في قوله "ليذيقهم بعض الذي عملوا"
طيب والمفاجأة التانية؟

هي تفسير الإمام محمد عبده للطير الأبابيل اللي ربنا أرسلهم لإبادة جيش أبرهة كما في سورة الفيل، والكلام بنصه هكذا:  "فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، وأن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات، فإذا اتصل بجسد دخل في مسامه فأثار فيه تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم وتساقُطِ لحمه، وإن كثيرًا من هذه الطيور الضعيفة يُعَدُّ من أعظم جنود الله في إهلاك مَن يريد إهلاكه من البشر، وإن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها، وهو فِرقٌ وجماعات لا يُحصِي عددَها إلا بارِئُها، ولا يتوقف ظهور أثر قدرة الله في قهر الطاغين على أن يكون الطير في ضخامة رءوس الجبال، فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت أرسل اللهُ عليه من الطير ما يوصل إليه مادة الجدري أو الحصبة، فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكة"