الجمعة، 12 مايو 2017

الخطاب الديني عن الظلم والظالمين


الخطاب الديني عن الظلم والظالمين
جوهر الدين هو تحرير الإنسان من الخطايا وتطبيق العدل في مملكة الإنسان "الداخلية"، والمجتمع خارجيا
بكدا يبقى محاربة الظلم وتكريس العدالة هنا هي رسالة الدين.. ودي قاعدة ثابتة
بص للآيات دي وافهمها كويس
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (الحديد/25)
"وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ " (الشورى/15)

حتى الشرك بالله، مشكلته الأساسية إنه ظلم كبير
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان/13)
"تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (البقرة /229)
.............
لكن إيه اللي بيتغير هنا طبقا للزمن والمكان؟
اللي بيتغير هم الظالمين أنفسهم، اللي خلونا نتفق ان دا تعريفهم العام: أعداء نشر الدين، أو إرساء الفضيلة والعدالة بشكل عام، هم اللي بيحرموا الإنسانية "متعمدين" من إنها تتعرف على دينها "الحقيقي" والنموذج الأكمل للعدالة...
وركز أوي في شرطين: الاول هي "التعمد"، والتاني مواجهة "الشكل الحقيقي للدين" مش النماذج المشوهة والمتطرفة...
يعني ممكن قادة الظلم في زمن ما يبقو يهود، وكمان مشركين، زي الظالمين في زمن الرسول ص
وفي زمن آخر "عدوان صليبي" بمعنى ناس انتهازيين بيتستروا بالدين المسيحي زورا عشان أطماع في بلاد الشرق...
وفي عصرنا الحديث: الاستعمار مثلا لأنه بيقدم صورة مادية نفعية ونيتشوية لكل مظاهر الحياة، بعيدة عن الحق والعدل والخير، وللأسف بينبهر بيها شباب كتير...
الشيوعية اعتبرها المفكرين خطر حقيقي لأنها تدعو لعبادة المادة وتمويت الفضيلة والميول الطبيعية وبتتستر بالتكافل الاجتماعي والمساواة...
ممكن قادة الظلم يبقو مسلمين ولكن في غاية الظلم والاستبداد، يعني بيقدموا صورة مشوهة للدين بتسوغ للظلم الاجتماعي والفكري والاقتصادي.. ودول قادة وحكام كتير حكمونا على مر الأزمان...
............
اللي بيحصل حاليا من بعض الدعاة والخطباء هو خلط مابين الثابت والمتغير، فيعتبر اليهودي وغير المسلم ظالم ليك في كل مكان وزمان حتى لو عايش في مصر مسالم مش بيعمل لك حاجة، وبيعتبر المسلم عدل وجميل حتى لو حاكم ظالم بيسرقك.. ودا نتاج جهل وسطحية في التعامل مع نصوص الدين...
.............

الخلاصة إن مواجهة الظالمين من أهم الرسائل الاجتماعية للدين، لكن تشخيص الظالمين هنا بيتغير من زمن ومكان للتاني ولايتوقف الظلم على دين بعينه، بقدر مايتوقف على سلوك واتجاه يعادي رسالة الدين الحقيقية في بناء إنسان ومجتمع عادل...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10154985534505428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق