الجمعة، 12 مايو 2017

الأخلاق والعلاقات الإنسانية


الأخلاق والعلاقات الإنسانية لها ضوابط "عقلانية" فالجميع يرفض الكذب وشهادة الزور والرشوة ويميل إلى السخاء والتضحية وحفظ الوعود والعهود، الجميع يحب العدل ويكره الظلم وعقولنا يمكنها التسليم بالأخلاق الإنسانية العامة..
لكن هل نكتفي بها دون تفاصيلها؟ و مادور الدين؟ 
إن الالتزام الأخلاقي الديني يعني أن تلتزم بالأخلاق العامة، مع عديد من التفاصيل الأخرى التي لاسبيل للعقل في كشفها، بحيث صار تبيينها على عهدة النصوص الدينية، مثل غض البصر واجتناب الألفاظ القبيحة وحرمة التعامل بالربا، والمواريث ...إلخ والدين أيضا وضع شروطا شكلية ومضمونية لاكتساب العفة وخص بها المرأة أكثر من الرجل، مثل ستر العورات "بالحجاب" وأي مظهر لايثير حفيظة المرضى النفسيين من الرجال كرفع الصوت بلا ضرورة مثلا..
بل إن علماء الاخلاق والسالكين كالغزالي قد تحدثوا عن بعض المكروهات التي تسبب ضعف في الإيمان الذي محله القلب، وذكروا منها الاختلاط وحذروا من أثره السيء على القلب..

الخلاصة: إذا أردت أن تلتزم أخلاقيا بالمعايير العقلية العامة فقط دون الدينية، فهذا شأنك وليس من العقل أن يتهمك أحد بأنك "بلا أخلاق" مطلقا..
وإذا أردت أن تلتزم بالمعايير الاخلاقية الدينية التي فيها إتمام لخلق الانسان وسلوكياته فهذا ما أكد عليه نبينا ص عندما قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. ومن حق الملتزم دينيا أن يعتبر أخلاقك وسلوكك "ناقصين". وليس من شأنه أن يعتبرك بلا أخلاق مطلقا لأن الأخلاق العامة لها مصدر معرفي يكشفها "وهو العقل" وهذه شبهة وقع فيها المتشددون الذين اعتبروا أن المصدر الوحيد للأخلاق هو النص الديني وأغفلوا دور العقل في استنباط الأخلاق "الإجمالية" التي ذكرناها في بدء الكلام


أما من يتساءل عن إعمال العقل في المطالب الأخلاقية الدينية التفصيلية، فإني أحيله إلى ما قاله ابن رشد أحد رواد الفلسفة الإسلامية و الفكر العقلاني التنويري حين قال: "يجب على كل إنسان أن يسلم بمبادىء الشريعة وأن يقلد فيها لأن مباديها – أي أصولها- هى أمور إلهية تفوق العقول الإنسانية فلابد أن يُعترف بها مع جهل أسبابها" تهافت التهافت ط القاهرة 1903 صـ124


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق