الاثنين، 15 مايو 2017

في ذكرى النكبة... ql



لا شك إن المثقف لازم يكون عنده قضية وهم
البعض متخيل إن من يحمل قضية الأمة "زي الاستقلال الوطني" و"فلسطين" هو شخص مختلف عمن يحمل هم " التنوير وتجديد الفكر"، ودول بيختلفوا عن واحد تالت قضيته "العدالة الاجتماعية"، ورابع سعيه الأساسي في "الديمقراطية"، وخامس شعاره "مجتمعات الأخلاق والفضيلة"
لكن العبد لله شايف إن الجمع بين كل القضايا دي ممكن جدا وفي شخص واحد، لكن تختلف الاعتبارات والأولويات هنا...
فلسطين قضية تمس القيم والهوية وكمان المقدس الديني، اتكلمنا عنها قبل كدا كتير، وأنا شايفها تجسيد لضمير المثقف.
الاستقلال الوطني دي الحالة اللي لازم يسعى ليها المثقف الباحث عن رفعة بلده، ومن خلال الإجراء دا الأفكار التنويريه هتشوف النور ...
العدالة الاجتماعية والمعيشية دا احتياج أساسي لأي مجتمع تمام زي ما المثقف محتاج ياكل ويشرب وينام وتتوفر له سبل حياة اقتصادية واجتماعية محترمة عشان يبدع ويفكر ويرتقي من الناحية الفكرية والنفسية... فالمجتمع كمان عشان يتقدم ويرتقي محتاج أفراده يتوفر لهم الحاجات الأساسية للمعيشة.
الديمقراطية هي الإجراء اللي بيضمن ديناميكية خدمة المجتمع وتوفير العدالة الاجتماعية وأيضا توفير الجو الصحي للإبداع الفكري والتجديد المطلوب، ودا جو الحرية المثالي لأي مثقف ومفكر، لكن لو الديمقراطية فوقيها مبادئ قيمية وأخلاقية، وثوابت وطنية واضحة تضمن سريان تلك العملية الديمقراطية بشكل سلس يحفظ القيم والاستقلال الوطني، فالبناء المثالي لأحلام المفكر والمثقف الحالم بمجتمع الفضيلة والأخلاق بالتأكيد هيبدأ طريقه في الاكتمال...
لكن السمة الغالبة للأسف من مثقفينا أحاديين بشدة، تلاقي مثقف بتاع فلسطين والمقاومة وبس، وتاني منعوت إنه بتاع تنوير وملوش دعوة بالسياسة، وتالت بيوزع أخلاق، ورابع مبرمج مخه إن الديمقراطية هي الحل ومتناقشنيش في أي حاجة تانية، وخامس بتاع حقوق العمال والغلابة والعدالة الاجتماعية، وكل واحد منهم فاتح الدكانة وبيبيع رغم إن من الممكن إن كلهم يندمجوا في سوبر ماركت كبير يحقق فايدة أكبر للجميع، لكنها مأساة نعيشها اسمها تقديس التخصص وعبادة الأولوية والسجود للفكر الأحادي والتطبيل للفردية، وتضخم الذات وسيطرة الأنا...

مرة تانية: ذكرى النكبة والقضية الفلسطينية كانت ممكن توحد كل أطياف المفكرين والمثقفين لأنها مأساة "ضمير"...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق