الجمعة، 12 مايو 2017

العقلانية هي الحل (2)




 **إزاي عمليا ممكن يتوافق الديني والعلماني على "مبادئ عقلانية" وأصلا المسلمين نفسهم مذاهب واتجاهات؟
 = المذاهب الرئيسية في المسلمين حاليا فيها مجموعة من العقلاء والمفكرين متفقين على أصول ثابتة ومبادئ حاكمة، مش عقلانية وبس، لا ودينية وشرعية لاخلاف عليها بين المذاهب والاتجاهات المختلفة.
**هل المبادئ دي كفيلة إنها تبقى حجر أساس لوحدة إسلامية، ودول ومجتمعات متماسكة؟
 = التانية آه، الأولى لأ.. هيفضل فيه اختلاف، اللي حاولوا يعملوا وحدة مذاهب فشلوا بامتياز، لكن الأسهل هو المبادئ المتفق عليها، وترك مساحة الخلاف باقية بشرط تاخد حجمها الحقيقي، مش أكبر منه.
**إزاي؟
 = العدل والظلم- مفاهيم ومصاديق الإيمان والكفر- المواطنة والأقليات وحقوق الإنسان الأساسية- مقاصد الدين والشريعة- دوائر الأمم والأوطان والحضارات والأديان... إلخ سهل جدا التوافق على حدودها بين المسلمين كافة ومن كافة المذاهب، لكن دا محتاج شرط وحيد؛ إنك تتكلم مع ناس عندها وعي وفكر، مش مجرد مقلدين وعقول متحجرة ناقلة...
 مش ناس تقول لها ربنا بيقول كذا والمسألة منطقيا ولغويا تفسيرها آهه والنبي بناء عليها عمل كذا، يقول لك لأ بس العالم الفلاني فسرها بكذا..
** كلامك مثالي أوي، خصوصا في واقع زي دلوقتي
 = بالعكس، الصراعات الطائفية الحالية هتؤكد بعد فترة إنه لابديل من التوافق والتصالح والتعايش، الواقع المؤلم بيقول إننا هنوصل – غصب عننا- لمرحلة نفهم فيها إن فكرة إما أنا أو الآخر دا وهم كبير، وإن الخلافات المذهبية والعرقية ماهي إلا أدوات بيستخدمها السياسيين لبسط النفوذ والسيطرة، ودا ليه ارتباط كبير بمصالح أباطرة المجتمع الدولي. 
 وصعوبة التوافق اللي انت شايفها دلوقتي مصدرها إن أطراف الصراعات مازالوا مؤمنين إن الحسم العسكري والقوة هي الحل، لكن لما تلاقي الكل ضعف وخسر، هتلاقي التوافق العقلي ولغة التسامح أصبح قدر مفروض عليهم، زي ما اللبنانين اضطروا للغة العقل بعد سنوات من الحرب الأهلية!
 ** طيب إيه جدوى الكلام دلوقتي عن توافق وأسس عقلية والناس في صراعات، والمجتمع الدولي يقوده الأقوى وبيتحكم في مصايرنا بشكل كبير؟
 = قصة سلامة الرمزية في فيلم "وا إسلاماه" إنه كان بيحذر الناس من التتار، وقالوا عليه أهبل، لأنهم كانوا منشغلين في صراعات داخلية، لكن لما التتار قربوا الناس قالوا إن سلامة كان عنده حق، الهتاف بتاعه دخل وجدانهم حتى وهم كانوا بيكذبوه وقتها.
 لازم يكون فيه صوت يحذر الناس، ويصحي ضمايرهم ويخاطب العقل والوجدان، سيبك من مشاعر الرفض والسخرية والاستهجان دلوقتي، مسيرها هتستبدل بمواقف وانفعالات تانية في وقت تاني، ودا بالتأكيد أحسن من إن الناس لما تحتاج تفوق، متلاقيش حد يقول ولا حتي نداء داخلي في وجدانهم اتقال لهم قبل كدا وكانوا بيسخروا منه زمان.
 صدقني هييجي وقت الناس فيه هتضطر تفكر بعقلها، السنة هيسيبو محمد بن عبد الوهاب وهيضطروا يقروا للطهطاوي ومحمد عبده، وتلاميذهم، والشيعة هيرجعوا يحترموا شريعتي وباقر الصدر ومطهري، والطرفين هيقروا مسار وفكر الأفغاني، والمتدين والعلماني هيضطروا يقروا لابن رشد...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155074462830428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق