الثلاثاء، 18 فبراير 2014

إلى كل ثائر ، لاتيأس !

12-4-2012
إن مشكلتنا مع الفساد بأشكاله المتعددة سواء أكان فى صورة المجلس العسكرى أو فلول النظام السابق أو فى صورته الأخرى والمتمثلة فى انتهازية أحزاب الأغلبية ، لهى تجسيد لأزمة أعمق وأكبر ، إنها أزمة خارج نطاق المحلية ، فهو صراع دائم وأزلى فيما بين الاتجاه المادى ونظيره الأخلاقى ، فيما بين من يصفون أنفسهم بالواقعية ويرموننا بالمثالية والخيال ..
لكنه فى واقع الأمر عراك بين من يتخذ المبادئ الإنسانية وسيلة وسلعة لتحقيق مصالحه المادية والدنيوية الرخيصة ، وبين من يعتبرها غاية وفلسفة وطريقة حياة ، فقديما قال الفيلسوف المصرى بتاح حتب "من يطيع بطنه، فهو يطيع عدوه ".وقال عمر بن عبد العزيز  "بؤساً لمن كان بطنه أكبر همه "
ولأننا نعيش واقعا ثوريا مقاوما للظلم فقد كتب علينا أن نرى المشهد بأم أعيننا ، بل ونشارك فى تلك الملحمة المقدسة التى يبرز فيها أهل العقل والأخلاق والحالمون بالمدينة الفاضلة والعارفون بجوهر الدين وفلسفته فى قبال أهل الدنيا والمطامع والغارقين فى ظلمات الواقع البائس والمرتدين لباس الشعائر الدينية ، وقريبا سنسطر عهدا جديدا للإنسانية ، يتفوق فيه الإنسان على المادة وتقهر الحكمة والأخلاق زيف الشهوة الخداعة
ورغم أن انتصار الفضائل حتمية تاريخية فى مسار الإنسانية ، إلا أن نتيجتها لن تتم عبثا وبلا أسباب ودوافع أو جهد ومثابرة ، وإذا كان الحال كذلك فلماذا لاتنتهى المعركة الفاصلة على أيدينا نحن إذن، وفى عصرنا هذا ؟ طالما أن الباطل بدأ يكشف لنا أهله ومعارفه عبر مواقفهم الفاضحة وخستهم البائنة .. وطالما أن إرادة التغيير مازالت قائمة يدافع عنها الإنسان فى مصر والشرق ، بل وفى الغرب أيضا
إلى كل ثائر ، لاتيأس مثلما قنط من كان قبلك ، ثق فى ذاتك وقدراتك ، وطالما مازلت تحتفظ بعقلك الراجح والرافض للوقوع فى الظلم والداعى إلى التحرر من أى تبعية فستنتصر حتما رغم بأس الظالمين ، وسيبقى مشروعك خالدا لأنه .. بالعقل يبدأ
كلمة أخيرة قالها على بن أبى طالب لمن أراد أن يحيا بهائميا لا يعير آذانه نحو الصواب ولا يتحرك مدافعا عن حق ضعيف ومظلوم  "من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه  !! "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق