الاثنين، 25 سبتمبر 2017

ااسمه: شذوذ جنسي!



الليبرالي المحافظ بيكون فاهم إن فيه قيم ومبادئ اجتماعية لامساس بها زي تجريم الشذوذ الجنسي "المثلية"، وعلى الأساس دا هيحترم خيارات المجتمع وأخلاقه.
والتجريبي ماشي بالعلم، وطالما إن المثلية هي اضطراب عضوي أو نفسي، فلن يقبل التجريبي إنه يعيش وسط عالم من المرضى.
أما لو انت متدين، فالأديان دائما تدعو للعلاقات المتوازنة والراقية عشان كدا حرمت هذا النوع من العلاقات.
ولو انت عقلاني، فالإنسان مميز عن الحيوانات بالعقل والفضيلة، ودا هيخليه ينشد الرقي ويرفض العادات الحيوانية والشذوذ الجسدي بكافة أنواعه
ربما فيه أنماط أخرى من الناس تؤيد حقوق المثليين، منهم على سبيل المثال: من يعتنقون مذهب الجبرية اللي مؤمنين إن الإنسان لو عنده ميول وراثية أو جينية تؤثر في صفاته وسلوكه فلايمكن إنه يغيرها. والحل معاهم إنك تسرقهم ولو حد فيهم قال لك انت عملت كدا ليه قول لهم أنا مولود بميول جينية للسرقة ولايمكن إني أغير مصيري!
 ومنهم اللي عايز يتخلى عن إنسانيته (عقله وأخلاقه) ويعيش فوضوي كما الحيوانات، وللأسف هذا النوع هو المنتشر حاليا مش عايزين يندرجوا تحت عنوان الآدمية ولو كان الأمر بيدهم لعاشوا عرايا بين الناس يستبيحون أي شيء وكل شيء...

الخلاصة إن الشذوذ الجنسي مرفوض من كافة الزوايا (العلم، العقل، الدين، المجتمع)

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

قبل قوانين التساوي: هل توجد امرأة في بلادنا؟

منشور في مجلة المثقف العربي بتاريخ 30/8/2017 على هذا الرابط

ليست امرأة حرة، إنها خادمة تعمل في الخارج وتغطي نفقات 30 في المائة من الأسر وفي النهاية لاتعطى الجزاء الأوفى من التكريم والتقدير
دمية يتم التعرض لها والتحرش بجسدها في السينمات والحفلات والمرافق العامة والمصالح الحكومية ووسائل المواصلات، وامتد الأمر لبعض أقسام الشرطة...
هل توجد امرأة في بلادنا؟
لا بل هي سلعة مستباحة، مهانة، ترغم على الزواج أحيانا وتباع وتشترى، حتى في أرقي البيوت، يقولون عنها: بنتي تمنها غالي!
في الخارج بيتاجرون بيها أيضا، ويضعون صورها على علب القهوة والويسكي واعلانات الساعات والعربات الفخمة، لكن نظرة الخارج المهينة لها ليست قصتنا الآن، قد نتعرض لها في محفل آخر...
في مجتمعنا: بعض الأحيان تكون الأخت والأم في خدمة الأخ "الذكر" الذي يتأفف من شراء طلبات المنزل أو كي ملابسه، ويعتبر الأبوان مشاركته في أعمال المنزل نوعا من الإهانة لنوعه الذكوري!
في مجتمعنا أعراف بعيدة عن الدين، تعمم طاعة الزوجة للزوج وتطلقها في كل شيء وأي شيء، رغم كون الطاعة هنا في الفراش والحق الزوجي، بل إن الاستئذان في الصيام والخروج مبني على هذا الأساس لا أكثر.
في الأقاليم تمنع من ميراثها الشرعي كإنسان ويتم فرض الوصاية على حقها من جانب أخواتها الذكور لأسباب متباينة لاتمت للشرائع بصلة، ولاتنتمي حتى لقوانين الغابة!
في مناطق متفرقة من بلادنا، لاتطبق شريعة الدين المنصفة للمرأة، ويحرمونها من حقها الشرعي في الميراث والتطليق والنقاش مع الزوج، يرغمونها على خدمة أهل الزوج، بل وهي مجبرة على خدمة بيت الزوجية من نظافة وطبخ وخلافه، وكل ذلك ليس بواجب شرعي إنما تفضل منها... لكنهم للأسف يحولون التفضل إلى واجب ثم يحاسبونها على التقصير!!!
في بلادنا، لاتوجد امرأة، ولاحقوق، ولاشريعة، بل أعراف، تقاليد، عادات استعبادية مبنية على حق القوي في قهر الضعيف تحت أي مسمى ووراء مبررات تتستر بالدين تارة، وبالشهامة و"الرجولة" تارة أخرى...
.....
ولكن ما هو الحل الأمثل؟
هل بإلغاء تعدد الزوجات؟ أم بقوانين إلزامية تعطي للمرأة حقوقها المهدرة، ثم تصير كالحبر على الورق طالما بقيت تلك النظرة للمرأة كما هي...
إن أزمة المرأة إحدى تجليات مجتمعات تعاني الجهل، والعشوائية، والتجهيل المتعمد من أصحاب القرارات السياسية على مدار قرون من الزمان. فإن أراد الحقوقيون والمدافعون عن المرأة بحق الاختيار الأقوى والأصعب، فعليهم الضغط وبشدة من أجل تغيير مناهجنا التعليمية وإضفاء صبغة الإنسانية عليها، وكذلك فتح المجال لاستيعاب عدد أكبر من المعلمين المتدربين وأصحاب الوعي الحقيقي ليقوموا بدورهم المطلوب...
إن أردنا التغيير الحقيقي، علينا أن نصب اهتمامنا بالمراكز الإعلامية والتعليمية والدينية والفنية، إنه الرباعي الموجه للرأي العام، والمعبر عن ثقافة المجتمع ونظرته، فالعمل المتوازي على تلك الأصعدة لتبني نظرة قيمية إنسانية تعطي المرأة قدرها لابد أن يسير جنبا إلى جنب، وقبل هذا كله يجب أن يكون القرار السياسي معطيا الضوء الأخضر للعمل في تلك الأصعدة دون شروط وقيود معطلة، أو قوانين مقيدة. وإلا سيكون الجهد عبثيا عشوائيا...
أما مسألة تغيير القوانين، ففي ظني أنها سوف تأتي من تلقاء نفسها كنتاج لحالة اجتماعية مطلوبة ورأي عام يتم حشده من سنوات لتقبل ثورة قانونية قادمة، ولأن يكوّن حاضنة شعبية قوية تتبنى القوانين والقرارات. عندئذ لايحتاج السياسي لعمل قوانين ديكتاتورية شكلية – تحت مسمى حقوق المرأة-  يفرضها على مجتمعات لاتقبلها وليس فيها حواضن شعبية كافية لاستيعابها والتبشير بها، ولايقبلها سوى بعض النخبويين ممن لايعرفون لغة الاحتكاك بالشعوب والقرب من ثقافتهم...

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

المتخصص المفكر...


قبل ماتتكلم عن الجسم الإنساني والطب، لازم تكون دارس تشريح ووظائف أعضاء وكيمياء حيوية، وعلم خلايا وأنسجة، وأمراض...إلخ
يعني باختصار المفروض تكون متخصص عشان يبقى كلامك علمي ومقبول.
ولكن مع التخصص الطبي لو انت مفتقد للمعايير الإنسانية السامية للمهنة، وجاهل بالإنسانية كفلسفة وأخلاق، يبقى غالبا هتستخدم علمك وتخصصك دا فيما يضر المجتمع والإنسانية..
محتاجين : الطبيب الإنسان مش إنسان عنده معرفة إجمالية بالطب...
نفس الكلام يتقال على كل تخصص وعلم من العلوم...
فمثلا بالنسبة للإفتاء في المجال الديني (الفقه والشريعة)، قبل ما تتكلم في عن الحلال والحرام والمباح والمواريث وأحكام الطلاق وخلافه، محتاج تفهم علم اللغة والبيان والبلاغة، وعلوم القرآن والحديث وأصول الفقه و.. عشان كلامك برضه يكون علمي ومقبول.
لكن مع تخصصك الفقهي لو انت مفتقد للوعي العقلاني بالإنسان والمجتمع، ومانتاش فاهم علل الأديان ومقاصد الشرائع ودورها الأسمى في تحقيق العدالة، ولو انت مش عارف الفرق بين المطلق والنسبي، وماهو ثابت وماهو متغير بتغير الزمان والمكان، يبقى علمك التخصصي هيضر طالما انت مفتقد الحكمة والوعي، والضمير.
محتاجين: الفقيه المفكر، مش مجرد مفكر عنده دراية إجمالية بالفقه والشريعة...
#محاولات_فكرية

حول القوانين الجديدة في تونس

نص الكلام في الحساب الشخصي للدكتور محمد رياض على هذا الرابط:

https://www.facebook.com/mohammad.riyad.522/posts/10155009406792635


ملاحظات رباعية حول الجدال الدائر بخصوص الميراث وزواج المسلمة في تونس!
1.النخب العلمانية التونسية وصلت للحكم بفضل المال السعودي الرجعي المدفوع مناكفة في قطر التي تدعم النهضة.
2. والرئيس السبسي تحرك لإثارة موضوع المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة بتوجيه من وزير الخارجية الإماراتي الذي يريد ان يقنع الادارة الامريكية أن احتواء قطر وإطلاق يدي الإمارات والسعودية في المنطقة يساهم في خلق أنظمة علمانية ومحاربة الراديكالية الإسلامية.
3. ومشاريع بورقيبة وأتاتورك وأمثالهم الغبية في القرن الماضي هي من أنتجت خطاب تكفير الدولة والمجتمع عند الجماعات الدينية كردة فعل، وأدت إلى تشريع ممارسة العنف ضد الدولة وانتهاءً بمرحلة إنتاج الإرهاب!
4. التغيير في المجتمع يجب أن يكون مدروساً ويشرف عليه علماء إجتماع بالتعاون مع عقول إسلامية متنورة لإنتاج خطاب تدريجي غير مصطدم مع معتقدات الشارع ومقنع له، أما الجماعات الفرنكفونية الممولة بأموال الرجعية العربية والمنعزلة عن ثقافة المجتمع فإنها ستنتج تطرفاً وإرهاباً لا إصلاحاً!
الذي لا يفهم بديهيات علم الاجتماع التي تقضي بأن التغيير الجذري في المفاهيم المتجذرة في ثقافات الشعوب يكون تدريجياً، وبإنتاج خطاب متطور من نفس المادة الثقافية المكونة للعقل اللاشعوري الجمعي عند هذه الشعوب، فلا يستحق ان يسمي نفسه مثقفاً أبداً!
والله من وراء القصد !
....د. محمد رياض

الأحد، 11 يونيو 2017

أربعة شعارات تهدد الثقافة العربية


مقال منشور في صحيفة المثقف، إصدار مؤسسة المثقف العربي العدد: 3932 المصادف: الاحد 11 - 06 - 2017م
غلى هذا الرابط: 

ثمة واقع فكري حالي يحاول الكثيرون تصديره للعالم أجمع ولنا –نحن العرب- بشكل خاص، عبر كثير من القنوات الإعلامية والمنابر الفكرية المختلفة، وبأدوات شديدة التنوع  تعتمد على الإبهار في بعض الأحيان...
هذا الفكر، إن جاز لنا تسميته فكرا، حمل إلينا بعضا من الشعارات، رأيت أن أنوه عنها حتى نعلم ماهو وافد إلينا من خزعبلات فكرية نتمنى ألا ننساق وراءها لمجرد كونها تأتي عبر "الخواجة"، أو تتماشى بعضها مع  الظروف النفسية المحبطة التي تعاني منها مجتمعاتنا القابعة تحت تراجع فكري كبير، بين مطرقة التخلف والرجعية، وسندان العدمية واللامعنى. وإليكم بعضا من تلك الشعارات:-
أولا: عش لنفسك!
 حيث لامكان في هذا العصر لمن يعيش أحلاما اجتماعية، وهموما وطنية وقومية، وأوجاعا دينية، فلاحديث الآن عن استرداد مقدساتنا وأراضينا الفلسطينية المغتصبة، لم تعد تلك موضة العصر الذي أعلن بوضوح أن على كل منا أن يعيش لنفسه، ويرسم لحاله فقط أحلام الثراء والشهرة، أو عالأقل الستر وتزويج الأبناء وتعليمهم. فمهما يعاني الناس من حولك، لن تكون استجابتك إلا لشقائك فقط، لذلك فنصيحتهم لك ألا تحاول حمل أي هموم فكرية تجمعك بأحد... الفردية هي الشعار ولاتعبأ بالآخرين!
ثانيا: كن "طبيعيا"
لست مميزا عن الطبيعة وما فيها، لا بالعقل ولا بالفضيلة، مثلما آمن الفلاسفة والحكماء من قبل، وبالطبع فلست مكرما ومفضلا كما تخبرنا الأديان، أنت لاتفرق شيئا عن مكونات الطبيعة المادية، من جمادات وحيوانات وأشعة من الضوء تنطلق يمينا ويسارا بلاضابط عقلاني يحدد وجهتها ويرسم غايتها، ومن غير توجيه أخلاقي لسلوكها أو أي تعديل لانحرافاتها...
وعليه، فالقيمة التي تتعدى محاكاتك لسلوك الطبيعة هي أوهام صنعتها الأديان وأكاذيب صاغتها عقول الفلاسفة، ومن هنا عش كما يعيش غيرك من المكونات في الطبيعة، لا مشكلة إذن من العلاقات المثلية طالما بعض مكونات الطبيعة هكذا، ولاضرر من الاستمتاع بكافة ملذاتنا الغريزية، بل الأفضل أن نطلق العنان لمتطلباتنا الشهوانية الجانحة.
ومن قال إن ستر العورات هو من الفضيلة والأخلاق، إن في ذلك تقييد لحرية الإنسان الطبيعية وعودة للجمود والتخلف، فلنتعلم من الحيوانات انطلاقها ولا يمكن أن نكون سببا لتعاسة ذواتنا بقيود فارغة وأوهام بالية!!!
ثالثا: لا تحاول، فلن تفهم شيئا
عودة لما قاله السوفسطائيون من قبل، لا يوجد واقع وحقيقة، وإن وجدت فلن نستطع الوصول إليها، وإن استطعنا، فلن نستطيع أن نجعل غيرنا يصل بأذهانه إليها حيث لا توجد معايير ذهنية واحدة يمكن الارتكان إليها وإقناع غيرنا بأي حقيقة مبنية عليها؛ أرجع منظرو تلك الثقافة الجديدة ماقيل قديما، ولكن بأساليب وحجج عصرية، انتهت لنفس النتيجة: لن تفهم شيئا، فمهما أقنعك أحدهم بشيء، فستفهم شيئا آخر يختلف عما يود هذا الشخص إيصاله إليك، نظرا لأن أجهزة الاستقبال لديك تختلف شكلا ومضمونا عن مثيلتها عنده ولدى غيره، ومع تسلسل تلك الفكرة الخطيرة، يتم تطبيقها على النصوص الفنية والأدبية والفكرية، حتى تطال النصوص الدينية المقدسة، بحيث تقتنع بأنه من المستحيل أن تفهم النص الديني والمراد منه نظرا لاختلاف أفهام من نقلوه إليك، وعليه فلنترك العمل بأي من مبادئه ووصاياه طالما نحن عاجزون عن فهمه كما ينبغي!!
والمضحك في الأمر هنا أن أصحاب هذا الشعار "لن تفهم شيئا" يحاولون إقناع "جميع الناس" بأن الشعار مطلق، وذلك اعتمادا منهم أن الناس سوف تفهم مرادهم ولن يخطئ أحدنا فهم مقاصدهم والوعي بأحاديثهم!! وذلك مناقض تماما لما شككوا فيه من أن أحدا لن يستطيع فهم مراد الآخر كما يريد الآخر إيصاله!!! إنه العبث بعينه...
رابعا: كل المفروض مرفوض!
بالطبع لا أعني هنا كلمات الأغنية الشهيرة، لكن المقصد هو أنه لا شيء يسمى بالمثل العليا في اعتقاد هذه الفئة، فالواجب الأخلاقي ليس أمرا حقيقيا، إنما أتى بفعل العادة، وطالما هو مفروض علينا، فلنقاومه إذن ونحطم تلك الأغلال.
والأغلال هنا يختزلوها في بعض الأفكار القديمة التي مفر عندهم من تكسيرها وتفكيكها، في ظل السعي الحثيث لإماتة الفضيلة وإسقاط العقلانية وهدم البديهيات، فهذا على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي يتسائل: لماذا وجب عليّ أن أحترم الكبير لمجرد أنه يسبقني في العمر، وذاك يعتبر ألفاظه البذيئة دليلا على تلقائيته ويشكك في كون البذاءة فعلا أخلاقيا قبيحا، وثالث ينظر لأن الأشياء تجري بلاأسباب والكون البديع يمكن أن يأتي بالمصادفة حيث لاقوانين للكون والطبيعة، والإبداع الحقيقي هو في العدمية واللاقانون!
والآن بعد أن عرفت شعارات العصر الجديد، التي سوف تحتل شاشة التلفاز التي تشاهدها، وتتصدر عناوينها إعلانات المنتجات الاستهلاكية التي تحاول جذب مافي جيبك، وذلك عبر تقديمها في صورة حكم وأقوال كأنها صدرت من سقراط أو ابن رشد! والتي سوف تراها متجسدة أمامك في الألعاب التي يدمنها أطفالك، والأغاني التي يرددها الشباب من حولك، فهل تستسلم أيها القارئ لكل ذلك؟ أم تقاوم بكل مالديك من قوة، متسلحا بفطرتك العقلانية، وميلك لأخلاق السمو والمثل العليا، لمجابهة أفكار العدمية وملامح الانهيار الحضاري والإنساني الذي بات خطرا يهدد كل إنسان معتز بما لديه من رأسمال العقل والضمير. هذا جرس إنذار والقرار لك...

من الملك سلمان إلى ترامب: اشرب القهوة باليد اليمنى!



إنه انتصار عظيم لهوية الأمة واستقلالها الفكري والثقافي عندما يتمسك الملك سلمان بأن يشرب ترامب قهوته باليد اليمنى، لأن التيمن سنة عن النبي ص
ولكن هل يدري سلمان بفرائض الدين وأولوياته حتى يتمسك حرفيا بالسنن؟
أشك في ذلك خاصة عندما نتتبع سويا أولويات سياسة آل سلمان التي تنص على الآتي:
فلنترك الكيان الصهيوني يعبث بالمقدسات ونقاوم النفوذ الإيراني!
ولندع الأمريكان أصحاب الأيادي الملطخة بدماء المسلمين في كل مكان يشربون القهوة باليمين وليس اليسار؛ ففي اليمين البركة، والبركة كانت عبر صفقات واتفاقات سوف تبلغ أكثر من 400 مليار دولار تنتعش منها الخزائن الأمريكية الفارغة التي ماعادت تطيق لغة الدبلوماسية وهي تواجه أزمة اقتصادية قادمة لامجال فيها لمعسول الكلام، بل للحديث عن ضرورة حلب الأبقار في منطقتنا العربية ليدروا للأمريكيين أموالا طائلة لايعلم ترامب من أين يأتون بها على حد قوله...
كل ذلك ليس مهما، لكن الأهم أن نتناول باليد اليمنى، ونحارب كل من يتمسح بالقبور ويطلب المدد من الأولياء المؤمنين الصالحين، ونحن في الوقت نفسه نطلب المدد والحماية والتأييد من الأمريكي الذي سنحاول أن نصلحه عندما يلتقط الشراب بيده اليمنى، وربما في الزيارة القادمة ونحن نقمع سويا كافة حركات مقاومة الكيان الصهيوني تحت مسمى "محاربة الإرهاب" سوف نقنع ترامب بأهمية السواك وحرمانية السلام على المرأة الأجنبية...
وفي مشهد آخر يدعو الشيخ العريفي لأولي الأمر المشاركين بمؤتمر السعودية- الأمريكي بالتوفيق لما فيه صالح الأمة الإسلامية، وفي الوقت نفسه يموت آلاف اليمنيين بسبب الكوليرا من جراء حرب يصر السعودي على استكمالها وعدم الانصياع لأي مبادرة لحلول سياسية لتلك الأزمة، وإن سألته لابد أن نتخذ موقفا لإغاثة أشقائنا في فلسطين وغزة يقول لك عليك بالدعاء والتضرع والمحافظة على الشعائر وعلى الفور سيستجيب الله دعاءك، إذن فالمشكلة في نقص إيماننا وهو مايؤخر النصر في فلسطين لكن يتغير الكلام عند الحديث عن سوريا التي لابد أن نجاهد فيها بالمال والعتاد والروح والدم لامجرد الدعاء...
مقال منشور في صحيفة المثقف، الصادرة عن مؤسسة المثقف العربي تاريخ 25/5/2017 على هذا الرابط


الجمعة، 2 يونيو 2017

والدي... مرة أخرى!



أبويا الله يرحمه كان بيحب عبد الناصر وسيد قطب في آن واحد..
وكان من مريدين العارف المتصوف الشيخ "صالح الجعفري" ومع ذلك كان متابع وبشدة خطب عبد الحميد كشك..
هل دا تناقض؟ للأسف لو انت واخد الأمور بسطحية وعقليتك تصنيفية ضيقة، مؤكد هتفهمه كدا..
لكن تركيبة أبويا كانت بتبحث عن الكمال "الفردي والاجتماعي" وحبه للشخصيات دي عمره ماكان تقليد تام..
كان بيحب في ناصر انحيازه للفقير والجانب الوطني والعروبي 
بيحب في سيد قطب فهمه عن شمولية الدين ومحاربة الطواغيت ونبذ الاستبداد
 بيحب في كشك جرأته في وجه الحاكم وبيحب في الشيخ الجعفري حديثه عن السلوك والمحبة و أهل البيت لأنه كان عاشق ليهم بحكم انتسابه للعترة النبوية وكمان لأنه سليل الشيوخ الكبار "جده الأكبر موسى اليماني من أولياء الله الصالحين"
 لكن وفي نفس الوقت القضية الفلسطينية كانت بتجري في دمه.. فتأييده لكل رموز المقاومة ورفضه لاتفاقيات السلام مع الصهيوني دي حاجة اتربينا عليها..
هل نفهم من كدا إن أبويا سلفي؟ لأ
متصوف؟ لأ
قطبي؟ لأ
ناصري؟ لأ
قومي؟ لأ
ممكن تكلمه في عيوب كل اتجاه من دول ويوافقك، لكنه كان بيركز على الإيجابيات..
 والدي كان إسلامي بحق، كان بيعشق صورة معينة لما ينبغي أن يكون عليه عالم الدين: صاحب القلب الصوفي والعقل المستوعب المتسامح مع المذاهب والاتجاهات المختلفة، والسلوك المجاهد اللي بيهتم بقضايا العالم الإسلامي وبيحلم بوحدة المسلمين تحت راية هدى وإمام عادل
إسلامي حقيقي مش من اللي بيعتبروا العروبة ضد الإسلام والتصوف كفر والوطنية بدعة..
 إسلامي حقيقي مش من اللي بيعتبروا إن الجهاد جهاد النفس ومكانه البيت وبس، لكن مكانش يسلم دماغه لأي حد يقول انا الخليفة أو أنا ولي الأمر.. عشان كدا عمره ما كان يؤيد أو ينتمي للجماعات اللي كانت موجودة في التسعينات وما قبلها..
مهما اختلفت مع تركيبتة في نقاط تفصيلية، لكني بعترف إن التركيبة دي صعب تتوجد حاليا، خصوصا واحنا في زمن الطائفية والتحزبات الضيقة، لكن بمرور الوقت كل مدى بحس إن والدي كان أقرب لروح الدين وجوهره أكتر حتى من الناس اللي اتأثر بيهم دول كلهم..

البخاري في الميزان "د. يحيى جاد"



سألني :
ما حقيقة قولهم : "أجمعت الأمة على أنَّ أصحَّ كتابٍ، بعد كتاب الله، صحيحُ البخاري" ؟
والجوابُ :
* أولاً :
نحن لا نُسَلِّم أصلاً بقضية الإجماع أصولياً، فنحن نشكك (بل نَقْدَحُ) في الإجماع :
- في إمكان وقوعه ابتداءً،
- وفي العلم به إذا وقع،
- وفي حُجيته إذا عُلِمَ.
وليس يسمح المقام ههنا ببسطِ شيءٍ من ذلك، ولا بمناقشة ما استدل به جمهور العلماء على حجية الإجماع.
* ثانياً :
الجملة المسئولُ عنها أعلاه : كَذِبٌ صُراحٌ؛ لأنها حَصَرَت "أمةَ المسلمين كلها" في "جماهير متأخري علماء مدرسة/ تيار أهل السنة والجماعة".
بينما مدارس/ تيارات : المعتزلة، والشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والإباضية، والخوارج، وغيرهم، عن بَكْرَةِ أبيهم، جميعاً، إجمالاً، لا يَنظرون إلى صحيحَيْ البخاري ومسلم إلا كما يَنْظُرُ متأخرو علماء أهل السنة والجماعة للسنن الأربعة (سنن الترمذي والنسائي وأبي داوود وابن ماجة)، فهم - أقصد المعتزلةَ والشيعةَ وكلَّ مَن ذكرتُ آنفاً- لا يُسَلِّمون بصحة أحاديث الصحيحين، وإنما ينظرون إليهما نَظْرَتهم لأي كتابِ حديثٍ/ رواياتٍ، فيه الصحيح والضعيف والموضوع.
* ثالثاً :
مُتَقَدِّموا علماء تيار أهل السنة والجماعة (سواء من المحدثين أو الفقهاء أو المتكلمين أو المفسرين) لم يتفقوا على "صحة كل أحاديث البخاري المُسْنَدَة المرفوعة"، بل انْتَقَدَ/ رَدَّ/ ضَعَّفَ الكثيرون مروياتٍ مُسْنَدَةً مرفوعةً في صحيح البخاري، سواءٌ كان ذلك قبلَ وجود البخاري نفسه أو بعدَه (حيث إن أكثر مرويات البخاري في صحيحه كانت مُتداوَلَةً وشائعةً بين أهل الرواية والعلم والفقه قبل أن يجمعَ البخاري صحيحَه، وكثيرٌ منهم انتقد/ ردَّ/ ضَعَّفَ عدداً منها، سواءٌ قبلَ أنْ يجمعَ البخاري صحيحَه أو بعدَه).
وهذا يعلمه كلُّ مَن تعمقَ شيئاً في ميدان الدراسات الحديثية (وخاصةً : كتب علوم/ مصطلح الحديث، وكتب الرجال والجرح ولتعديل، وكتب العِلَل، فضلاً عن الكُتُب التي أُفْرِدَت - قديماً وحديثاً- في نقد وتضعيف أحاديثَ في البخاري ومسلم).
* رابعاً :
ما يزالُ بعضُ كبارِ علماء المسلمين، من مختلف المشارب والمدارس والتيارات الفكرية، السنية وغير السنية، والحديثية والفقهية والكلامية والتفسيرية وغير ذلك، قديماً وحديثاً، ينتقد/ يَرُدُّ/ يُضَعِّف أحاديثَ/ مروياتٍ في الصحيحين.
وهذا يعلمه كلُّ مَن تعمقَ شيئاً في ميدان الدراسات الإسلامية عموماً، والدراسات الإسلامية "المقارِنَة" خصوصاً.
* خامساً :
مِن أشنع وأقبح العبارات والتعبيرات : أنْ يُوضَعَ "كتابٌ بشري" مَوْضِعَ المقارنةِ مع "الكتاب الإلهي الخاتم"؛ حيث :
كيف يجوز في ميزان العقل المسلم أن يُوازَنَ أو يُقارَنَ "فِعْلُ البخاري البشري في رواية وتصحيح الأحاديث" بـ "الفعل الإلهي في حفظ اللهِ لكتابه" ؟!
وكيف يمكن أصلاً تَصَوُّرُ أنْ يُوضَعَ كتابٌ بشري - أياً مَن كان مؤلفه، وأياً ما كان محتواه- على مسطرةٍ واحدةٍ مع كتاب الله المجيد، بحيث يَنْزِلُ هذا الكتابُ البشري درجةً، ويَصْعَدُ كتابُ الله درجةً ؟!
وعليه، فمَن شاء أنْ يقول العبارة أعلاه :
أ- فليقل : "البخاري : أصحُّ كتابِ مروياتٍ عن النبي (عليه الصلاة والسلام) عند جُلِّ علماء مدرسة/ تيار أهل السنة والجماعة".
وقولي "جُل" : احترازٌ؛ لأنَّ :
• مِن علماء هذا التيارَ - سواء قبلَ وجودِ صحيحِ البخاري أو بعدَ وجوده- مَن يُقَدِّمُ مُوَطَّأ مالِكٍ - أعني المُسْنَدَ المرفوعَ منه- على ما عداه، بإطلاقٍ وتعميم،
• كما أن منهم مَن يُقَدِّم صحيحَ مسلمٍ على صحيح البخاري، سواء بإطلاق تعميم، أو باعتبارات دون أخرى.
ب- وليس : "أجمعت الأمة على أن البخاري أصح كتابٍ على وجه الأرض بعد كتاب الله" ! فما أقبح وأشنع وأكذب هذه الأخيرة، على شُهرتها العريضة !
* سادساً :
تعامُلُ أكثرِ المسلمين المعاصرين مع صحيح البخاري تتوزعه نزعتان رئيسيتان - إجمالاً- ، هما : "نزعةُ تقديسه"، و"نزعةُ تدنيسه"، واللهَ نسأل أن يُعافينا من هذين الداءَيْن العُضالَيْن.
* سابعاً :
عندي، أنه :
ليس كلُّ ما نُسِبَ للنبي صلى الله عليه وسلم : صَحَّت نسبته،
وليس كلُّ ما صحت نسبته : صَحَّ فهمه،
وليس كلُّ ما صَحَّ فهمه : صَحَّ وَضعُه في موضعه.
و"صحيحُ البخاري" - عندي- : هو "اجتهادُ الإمامِ البخاري" في تصحيح ما ذَكَره فيه من أحاديث، لا أكثر ولا أقل.
وأكتفي بهذا القدر من الإشارات الدقيقة المُرَكزة المُخْتَصَرة،
والله تعالى أعلى وأعلم.
[يحيى جاد]

الاثنين، 15 مايو 2017

في ذكرى النكبة... ql



لا شك إن المثقف لازم يكون عنده قضية وهم
البعض متخيل إن من يحمل قضية الأمة "زي الاستقلال الوطني" و"فلسطين" هو شخص مختلف عمن يحمل هم " التنوير وتجديد الفكر"، ودول بيختلفوا عن واحد تالت قضيته "العدالة الاجتماعية"، ورابع سعيه الأساسي في "الديمقراطية"، وخامس شعاره "مجتمعات الأخلاق والفضيلة"
لكن العبد لله شايف إن الجمع بين كل القضايا دي ممكن جدا وفي شخص واحد، لكن تختلف الاعتبارات والأولويات هنا...
فلسطين قضية تمس القيم والهوية وكمان المقدس الديني، اتكلمنا عنها قبل كدا كتير، وأنا شايفها تجسيد لضمير المثقف.
الاستقلال الوطني دي الحالة اللي لازم يسعى ليها المثقف الباحث عن رفعة بلده، ومن خلال الإجراء دا الأفكار التنويريه هتشوف النور ...
العدالة الاجتماعية والمعيشية دا احتياج أساسي لأي مجتمع تمام زي ما المثقف محتاج ياكل ويشرب وينام وتتوفر له سبل حياة اقتصادية واجتماعية محترمة عشان يبدع ويفكر ويرتقي من الناحية الفكرية والنفسية... فالمجتمع كمان عشان يتقدم ويرتقي محتاج أفراده يتوفر لهم الحاجات الأساسية للمعيشة.
الديمقراطية هي الإجراء اللي بيضمن ديناميكية خدمة المجتمع وتوفير العدالة الاجتماعية وأيضا توفير الجو الصحي للإبداع الفكري والتجديد المطلوب، ودا جو الحرية المثالي لأي مثقف ومفكر، لكن لو الديمقراطية فوقيها مبادئ قيمية وأخلاقية، وثوابت وطنية واضحة تضمن سريان تلك العملية الديمقراطية بشكل سلس يحفظ القيم والاستقلال الوطني، فالبناء المثالي لأحلام المفكر والمثقف الحالم بمجتمع الفضيلة والأخلاق بالتأكيد هيبدأ طريقه في الاكتمال...
لكن السمة الغالبة للأسف من مثقفينا أحاديين بشدة، تلاقي مثقف بتاع فلسطين والمقاومة وبس، وتاني منعوت إنه بتاع تنوير وملوش دعوة بالسياسة، وتالت بيوزع أخلاق، ورابع مبرمج مخه إن الديمقراطية هي الحل ومتناقشنيش في أي حاجة تانية، وخامس بتاع حقوق العمال والغلابة والعدالة الاجتماعية، وكل واحد منهم فاتح الدكانة وبيبيع رغم إن من الممكن إن كلهم يندمجوا في سوبر ماركت كبير يحقق فايدة أكبر للجميع، لكنها مأساة نعيشها اسمها تقديس التخصص وعبادة الأولوية والسجود للفكر الأحادي والتطبيل للفردية، وتضخم الذات وسيطرة الأنا...

مرة تانية: ذكرى النكبة والقضية الفلسطينية كانت ممكن توحد كل أطياف المفكرين والمثقفين لأنها مأساة "ضمير"...

الجمعة، 12 مايو 2017

صديقي الحالم


صديقي يحمل هم وطن بأكمله
مناضل حالم...
زميل الدراسة والعمل الوطني النضالي
د. وليد شوقي


الصديق والأخ


شهم
محترم
ثوري التوجه
راجح العقل
عشرة عمر وزميل العمل والكفاح

د. محمد عادل

الرقص مع الذئاب! مفهوم آخر للضرر...


نشرت الأستاذة الجامعية على حسابها الخاص، فيديو وهي ترقص على أنغام إحدى الأغاني، وبعد أن أثار الفيديو حفيظة مجتمع هيئة التدريس، خرجت علينا الدكتورة لتدافع عن حقها في الخصوصية والحرية الشخصية، طالما أنه لم تؤذ أحدا، وذكرت أن هذا الفيديو ليس من شأنه الإساءة لموقعها ودورها كأستاذة جامعية ومعلمة للأجيال..
هل يعترف الرافعون لشعار “أنا حر مالم أضر..”،  بأن هنالك ضرر معنوي لايقل خطورة عن الإيذاء البدني؟
ولماذا يقر كل من يتبنى قضايا مظلومية المرأة بأن التحرش “اللفظي” هو شيء منبوذ وقبيح، رغم أن الإيذاء هنا ليس جسديا؟ بل بألفاظ تدخل الأذن ويعيها العقل ويفسرها معنويا بأنها من موجبات الضرر ومسببات الإيذاء النفسي والمعنوي..
وفي الوقت ذاته لايقر نفس هؤلاء بأن ثمة مشاهد مثيرة للغرائز تسبب ضررا للعين عندما يعيها العقل ويصنفها بأنها من محركات الشهوات؟
إذن فهناك اعتراف بأن الإيذاء النفسي متواجد ولا يقل خطورة عن مثيله الجسدي، ولكننا للأسف لم نبلغ درجة عالية من التصالح مع أنفسنا، ومفاهيمنا وأفكارنا، لكي نعترف بأن شارب الخمر “الذي لايقود السيارة”، يؤذي الناس بتصرفاته وأفعاله، ويضر بأسرته بصفاته السيئة وعصبيته..
نقل كتاب “قهر الخجل والقلق الاجتماعي” للدكتور موري بي شتاين، حكاية جانيس – ذات الثلاث وثلاثين ربيعا-  حيث كان أبوها ممن يتناولون الكحوليات، فلم يسبق أن امتدت يده بالضرب، او ارتفع صراخه في وجه كل من جانيس أو أمها، وإنما غاية الأمر أنه إذا تحدث، تحدث بصوت عال، كما أنه كان في حالة سكر شبه دائمة عندما يكونون خارج المنزل، وكانت جانيس في فترة مراهقتها تخشى أن يرى أحد أباها على تلك الحالة “غير الواعية”، حيث كانت تشعر بالخزي لدرجة أنها عادة ما صرفت عزم أبيها عن حضور فعاليات العام الدراسي، فضلا عن عزوفها عن اصطحاب أي من أصدقائها بالمدرسة إلى المنزل.
ترى جانيس أن إدمان أبيها للمشروبات الكحولية كان عاملا هاما وراء ظهور أعراض اضطراب القلق الاجتماعي عليها، فهي تعتقد أن إدمان أبيها للشراب قد أصابها بالخوف من الآخرين، وابتعادها عن كسب الأصدقاء وإصابتها بمشكلات في التواصل الاجتماعي بشكل يسوء أكثر كلما تقدم بها العمر..
وعليه، فإن أردنا أن نعترف بالإيذاء النفسي ووقعه الخطير، فلنطبق كافة مظاهره، لا أن نطبقها مع “التحرش اللفظي” ونتغافل عنها مع “حرية الرقص” و”شرب الخمر” بطريقة المشي على سطر وترك الآخر..
آن الأوان لنعيد نظرتنا للضرر، بأن يقوم العقل الإنساني والضمير العام بدوره في إرساء القواعد الأخلاقية بكل جرأة وألا يخاف كل مفكر من وصمه بالرجعية تارة، والأصولية تارة أخرى..
حان الوقت لأن نقاوم تلك الممارسات، بأن نقول للأستاذة الجامعية بأن الرقص والتمايل الجسدي إيذاء نفسي لكل إنسان اختار بأن يسمو بعقله وضميره على شهوات نفسه ونذوات جسده، هو تحقير لكل فرد يقرر بأن الفن الحقيقي يعلو بالنفس ويتسامى بها فوق أطر الغرائز وقيود المظهرية..
فالإبداع ماهو إلا تجاوز لقواعد الجمال الشكلية إلى المعنوية منها، وهو ماينبغي لكل معلم ومفكر وفنان وأديب وكاتب أن يوصلوه للمجتمع بكافة أطيافه وأفراده..
فعلينا إذن أن نتحدث عن القيمة والأخلاق في المجتمع بشكل يخاطب العقل والضمير، وعبر خطاب يستوعب الجميع؛ العلماني والديني، الليبرالي والمحافظ، المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني، فجميعنا إنسان يمتلك الحد الأدنى من التمييز العقلاني بين الخطأ والصواب، الضار والنافع، ويمكننا التعايش مع ذواتنا عندما نتفق على معايير واحدة  للفضيلة، والأدب والرقي والإنسانية المشتركة؛ التي لايمكنها أن تقبل بين ظهرانيها معلما يضرب طالبا بدون وجه حق، أو طالب علم يهين أستاذه، أو مدرس يشرب الحشيش و يتمايل من مفعول الويسكي، وآخر يسمي الحركات الغرائزية فنا وإبداعا..
ورغم أن كافة الأديان تضع قيودا أخلاقية للحرية، وترفض التحرر الشخصي تحت شعار أنني حر مالم أضر، وتؤكد على أن للإنسان مسؤوليات أخلاقية وقيمية وسلوكية مع الآخرين تمنع ظهوره بكامل تحرره سواء في المظهر والشكل، أو في سبل التعاملات والصفات المعنوية، إلا أنه من الخطأ إغفال رأي علماء النفس، والفلاسفة والمفكرون والاجتماعيون الذين يتفقون كثيرا على أن للحرية الخاصة أيضا ضوابط وقيود، فعلماء الدين من كافة الاتجاهات والطوائف، والمفكرون والأخصائيون النفسيون إذن متفقون.. فلماذا نختلف، ومالذي يجعلنا نخشى الخوض في تعيين تلك المعايير؟
اللهم إلا الفوبيا التي تسيطر على عقول البعض من فكرة “الوصاية”.. وهو خوف غير منطقي ولاتبرير له خاصة وإن كان البديل هو الفوضى والمزيد من الانهيار الأخلاقي لمجتمعنا، وهو مايتمظهر في انتشار الجريمة وتعاظم أعداد الذئاب البشرية، والتحرش وحفلات الاغتصاب الجماعي وتفشي الشذوذ في كافة التعاملات والعلاقات، وانعدام القدوة والعودة إلى قوانين احط وأحقر من أعراف الغابة وذئابها!..
منشور في مركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط التالي:

عفوا... الإرهاب له دين!


مقدمة منطقية
إن السلوكيات المتطرفة تحكمها انفعالات..
والانفعال ناتج عن مجموعة من الأفكار والقناعات السلبية..
ربما تختلف درجة الانفعالات من شخص للآخر، ولكن تبقى الفكرة هي “العامل المشترك” بين أكثر من شخص..
مثال وتشخيص
ولنضرب مثالا: أنا أعتبر أن المدير في العمل بيروقراطي ويعطل من الأداء، ولكن لابأس من التعامل معه لمصلحة العمل..
وزميلي “س”، يرى أن وجود المدير يهدد سعادته وراحة باله ويسبب له المزيد من الاكتئاب والحياة المكدرة، وقد يقاطع التعامل مع المدير أو لايتعاون معه على الأقل..
أما زميلي “ص”، فيرى أن المدير خطر يهدد وجوده..
تبقى فكرة وقناعة مشتركة لدى جميعنا، وهو أن المدير” فاشل”، ولكن درجة الفشل تزيد عند قناعات زميليي الآخرين إلى درجة تهديد السعادة أو الوجود!
فإن كان زميلي “س” يستطيع التحكم في انفعالاته وضبط ردود أفعاله، بحيث لن يستخدم سبيل العنف للتخلص من المدير، إلا أن الزميل “ص” بسبب ظروف التنشئة الاجتماعية، وربما الاقتصادية، قد تكون انفعلاته أكثر تطرفا فيقدم على قتل المدير مثلا!
ما الحل الجذري هنا؟
لايمكن أن يقتصر الحل فقط على إلحاق من هم على شاكلة الزميل “ص” للعقوبة القانونية المشددة أو للمصحات النفسية من أجل ضبط الانفعالات فحسب، وذلك اعتمادا على أن من على شاكلة “س” لديهم اتزان انفعالي.. وذلك لأن كلا من “س” و “ص” لديهم أفكار وقناعات في غاية الخطورة. بل لابد من اعتبار أن الشاكلة “س” هي البيئة الفكرة الحاضنة لكل من يقدمون على تصرفات إرهابية من عينة الأفراد “ص”
ولكن من هم أصحاب الشاكلة “س” في مجتمعنا؟
سياسيون، معلمون، أطباء، قادة رأي، رجال دين، أولياء أمور، أدباء وكتاب وإعلاميون يشكلون وعي المجتمع الحالي والعامل الأساسي لاستبطان العقل الجمعي لأفكار وقناعات “متطرفة وضيقة الأفق” عن من يختلفون معهم سياسيا ودينيا وطائفيا، وعرقيا..
والسؤال: كيف تتحول انفعالاتك من “س” إلى “ص” فتصير أكثر تطرفا وعدوانية؟
فتش هنا عن عوامل شديدة القسوة،  كالقهر السياسي والفقر والعوز الاقتصادي، والتهميش والشعور بالدونية اجتماعيا تؤثر كثيرا على انفعالاتك وتجعل ردود أفعالك أكثر عدوانية، لدرجة جعلت أكثر الحوادث الآن هي عبارة عن أب يقتل أطفاله الرضع لأنه لايقدر على إعالتهم!!!
إذن أصبحنا الآن أمام خريطة للمشكلة أكثر وضوحا تتجلى في المخطط التالي


العلاج الشامل
حتى يكون العلاج كافيا لجميع الحالات، لابد أن نبدأ بالأفكار..
وهنا دور القيادات السياسية في كل مجتمعاتنا..
لماذا؟
لأن القيادة السياسية هي من تفتح الباب وتعطي الضوء الأخضر للمفكرين والمثقفين ورجال الدين والمؤسسات التعليمية والتربوية كي تقوم بدورها العقلاني والإصلاحي المطلوب.
كذلك هي من تضيق الخناق -عبر الإجراءات القانونية- على المنظرين للأفكار المتشددة والقناعات المتطرفة الذين بات تأثيرهم كبيرا في الآونة الأخيرة.
أيضا لابد من علاج نفساني واجتماعي للحد من الانفعالات المتطرفة.. وهنا يلزم الحديث عن الثنائية والانفصام والاكتئاب كانفعالات، والعنف والتحرش والجريمة والإرهاب كسلوكيات لها ارتباط وثيق بالانفعالات السابقة..
هل تناسينا العوامل القاسية التي تؤثر على الانفعالات وردود الأفعال؟
لا لايمكن إغفالها، لكن الحلول الأكثر من تلك النافذة تعود بنا مرة أخرى للحديث عن مسؤوليات القادة الساسيين والاقتصاديين..
والخلاصة أن معادلة الفكر، الانفعال والسلوك هي الخريطة التي يتوجب علينا الاعتماد عليها حتى نعالج أصل المشكلة ورواسبها ونقلل من تأثير عوامل أخرى على السلوكيات العدوانية والإرهابية..
وأخيرا: الإرهاب صار دينا!
إن مفهوم الدين هو مايعبر عنه بأنه مجموعة من القناعات والاعتقادات النظرية التي تمثل مفهومك العام عن الوجود والكون والحياة، ويترتب عن تلك القضايا النظرية مجموعة من السلوكيات العملية والأخلاقية، والطقوس العبادية التي يفعلها الإنسان، وبذلك يكون الدين عبارة عن “عقيدة، وعمل”..
وعليه فالإرهاب بشكله الحالي لم يعد سلوكيات عشوائية أو أفعالا شاذة بعيدة عن خريطة الإنسان المعرفية، أو الوعي الجمعي العام، بل بات الإرهاب “دينا كاملا” يشتمل على اعتقادات مشوهة عن السعادة واللذة والناس والغير، و يترتب عليه سلسلة من الطقوس العدوانية تبدأ بالتخوين والإقصاء، وتنتهي بحرمان الأبرياء من الحياة حتى وإن تطلب ذلك تضحية الإرهابي بنفسه أملا في خلاصها من عذاب الحياة إلى نعيم ينشده في واقع آخر !!
ينتمي لدين الإرهاب مجموعة من الناس، يرتدون ثيابا أخرى لأديان بعيدة عن واقعهم وحقيقتهم، حيث ارتدى الإرهابيون قديما الزي المسيحي في عصور الظلام، واتخذوا من الصليب شعارا لحروب وحشية وانتهاكات دموية، وارتدى “الصهاينة” زيا دينيا “يهوديا” لتبرير نظرتهم العنصرية وثقافتهم الإحلالية وإرهابهم المستمر.. وحاليا يرتدون زيا مسلما ويتخذون من “الشهادتين” شعارا لإحداث المزيد من التدمير والانتهاك لكل ماهو إنساني..
ولذلك فالتعامل مع قضية الإرهاب لابد أن تكون أكثر قوة وشراسة لأننا هنا أمام تحديات كبيرة تتمثل في استبدال “دين زائف” وأنماط تفكيرية ومعتقدات خلقت ثقافة ومعاملات عدوانية، بدين حقيقي يمثل الاعتقادات السليمة والقناعات المنطقية والمعاملات الروحية والأخلاقية السوية..
منشور بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط التالي:

ماذا بعد الحيرة والشك الصادق؟


ربما أعاني من خلال الأحداث الجارية الآن بالحيرة والاضطراب وسط أمواج عاتية من الآراء المتعددة والمتعاكسة لكل ما يجرى من أحداث، وتزداد المعاناة عندما أكتشف أنّ لكل رأي دليله ولكل مقال حجته!
ما الذي يحدث؟
هل الأزمة تتعلق بقدرتي على الفهم والتحليل وجهلي في استنباط الرأي السليم واختيار الدليل القويم ومن ثم تصبح ممارساتي منضبطة؟
أم أنّ كثرة الأفكار المتعارضة والنظريات المتباينة تجعل الحيرة والزيغ أمرا طبيعيًّا لكل صاحب عقل سليم وفطري يحاول البحث عن الحقيقة والوصول إلى الواقع في كل ما يحدث حوله؟
أم أن المسألة هي حقا أنه ” لا يوجد حق مطلق ” ولا يوجد ” واقع ثابت ” مثلما يقول بعض الناس؟ لو كان هذا صحيحًا فعمّ أبحث حينئذ؟
لابد أن هناك ثمة خلل في شيء ما يجعلني أحتار، ولا بدّ أنني أيضًا أبحث عن الحق والعدالة المفقودة والتي قد لا أجدها في الكثير ممن حولي من نظريات وممارسات… سواء تلك الممارسات شخصية أو اجتماعية أو سياسية!!
فكم من ” المتدينين ” خدعت فيهم.. و من السياسيين ” المحترمين ” صدمت في مستوى أدائهم..
وما أكثر النظريات السياسية والاجتماعية التي فشلت بالتجربة، وما أغرب المعارف التي كنت أحسبها يقينية وأبطلها العلم!
كم من أصدقائي يقولون ويفعلون العكس، وكم من رمز أخلاقي وعلمي واجتماعي وتاريخي كانوا يمثلون ” قدوتي ” في تلك الحياة، أجد معول الهدم يصل إليهم، فيسقطون من نظري الواحد تلو الآخر حتى أنّه لم يتبق من معبد القيم والأخلاق بداخلي من يمثله في الخارج ويجسده في الواقع ..
فهل ذلك البناء بداخلي كان وَهمًا بنَتْه أساطير الأولين ممن كنت أحترمهم وظهر زيفهم وبان معدنهم؟
وهل يستمر الزيف من ” مجسدي العدالة ” ليطال المبدأ ذاته؟ أي أنّ العدالة زيف والأخلاق وهم والإله عدم؟
كل ما يدور في ذهني يجعلني حتما أحاول أن أخلد إلى الهدوء المؤقت، بل والشك في كل ما يحدث بما في ذلك شك في ثوابتي الخاصة، شك لا في وجود دولة العدل أو مدينة الأخلاق والمثل بل هو شك في الأخلاق نفسها، وشك في الوجود ذاته!!
وماذا بعد الشك؟ فالشك المستمر مرض لا يبرؤه إلا شيئان؛ إما التوصل إلى اليقين، أو الانتحار.. سواء بتمويت الجسد والنفس، أو بالعيش في تلك الحياة بلا هدف ولا إيمان بأي شيء. وهي حياة رجل ميت بالفعل ولكنه جبان ولا يملك شجاعة الانتحار!!
ولكن لماذا أميت نفسي؟ لأرتاح من عذاب الشك؟
نعم فربما كان في الموت يقين!!
ربما هناك واقع آخر يجيب أسئلتي ويخرس صرخات الشكوك بداخلي ..
وإذا كان حقا ثمة واقع آخر أفهم من خلاله ما كنت فيه قبل موتي، فهل كانت هناك فرصة لأن أفهم كل ذلك وأنا في حياتي الأولى؟ أم أن الأمر محال؟ ربما لم يكن محالا وربما كان التقصير مني أنا، وربما يؤلمني الضيق والألم والندم بسبب كونى كنت قادرًا على المعرفة في عالمي الأول فتأخرت واستسلمت لشكوكي وهربت بسرعة.. بل وظننت أن قتلى لنفسي شجاعة فأدركت أن الشجاعة الحقيقية كانت في محاولة كسر شكوكي في حياتي الأولى بالبحث عن اليقين وليس بالهرب من الشكوك بالموت!!
ربما أندم حقا من ” مرارة ” الاستسهال والهروب بعد أن يفوت الأوان ..
لا … !!
من العبث أن أترك فرصة وجودي في تلك الحياة دون أن أبحث بحثًا حقيقيًّا متعمقا ومضنيا عن إجابة السؤال: هل هناك وجود ويقين وحقّ أم لا؟ ولن أؤسر لإجاباتي البلهاء بالنفي فأستسلم لها وللموت فيحيلني الموت إلى الندم!! عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.. وهناك فرصة للمعرفة في ذاك العالم الذي أراه وأسمع من فيه، ولن أتركها وأبحث عنها في عالم آخر قد أقع فيه بعد الموت ويجردني هذا العالم من أدواتي الأساسية “البصر واللمس والتذوق والسمع والكلام والفهم والتعقل والتحليل والذاكرة والعاطفة والخيال والفنون والإبداع” …
 يااااه !! حقا إنّ لي أدوات عديدة أخاف أن أفقدها فيزداد شكي، بل أخاف ألا يكون هناك شك ولا تشكيك !! بل أخاف ألا أصير أنا !!
عدم؟  …. نعم أصير عدما …
 لا لا فإحساسي بوجودي مهم، وشكي مهم، وحواسي وعواطفي وعقلي أدوات لا أستطيع التخلي عنها.. ولكنى ومع ذلك أشك ..
أنا أشك !! إذن أنا موجود !! ولست عدما فاقدا حتى للعقل الذي يشك والشعور الذي يخاف !!!
إذن هناك واقع ووجود ..
نعم فالتفكير والشعور اللذان دلاني على وجودي حتما سيوصلانني إلى باقي أركان الوجود .. فطبعا لست وحدى وطبعا هناك إمكانية لمعرفة الوجود وحقيقته، لقد عرفت حقيقتي ومدى ثبات مبدأ ” أنى أشك ” ويقيني من ” شكّي ” أوصلني إلى يقيني في وجودي وسيوصلني إلى أن هناك حقائق مطلقة. سأحاول الوصول إليها.. سأعصر عقلي وفهمي لنَيلها وسأصل في النهاية لبعضها وإن مت قبل ذلك فسأكسب شرف المحاولة ..
لا أدرى لماذا وأنا أسطر تلك الخواطر أشعر بكوني ” إنسانًا ” يملك العقل والحماس والقوى والإرادة والأمل، وغابت عنى غربتي التي كانت تغذيها شكوكي ويأسي ومرضى وضعف إرادتي وجهلي !!
 أشعر بإيمان غريب بكوني سأواصل طريقي في المعرفة .. إدراك كل ما عداني ومعرفة نفسي وأسباب وجودي .. وقبل ذلك معرفة ” سبل المعرفة ” !!
وأنا .. من أنا؟ أنا العاجز الذى كنت أشك فأيقنت فقط بوجودي، أنا الجاهل الناقص المريض الذى أفاقته شكوكه إلى أن يؤمن بأول حقيقة بسيطة ألا وهو ” أنه موجود ” أنا الذى أدّعى جهلي بجميع الحقائق المركبة ولا أعلم منها سوى حقيقتين، الأولى وجودي، والثانية أن هناك حقائق تترتب على حقيقة وجودي، ومن ثم أبنى صرح المعرفة من البسيط إلى المركب ومن اللبنة الأولى إلى الأعمدة والأركان والنوافذ ..
وإذا كنت ناقصا للعلم والمعرفة والقدرة فحتما لم أخلق نفسي… فخلقي لنفسي يقتضي أن أكون عالما بنفسي وقادرًا على الصناعة وأنا مفتقر للحالتين، ياااااااااااااه …. سرحت للحظات في أن أكون “موجودا” و “ألا أكون” فاخترت أن أكون بل وأحببت كونى أكون وأوجَد.. إنها نعمة وهبة وهدية لا يهبها لي سوى عقل كامل يعلم بإرادتي قبل أن أريدها ويدرك ما أحب قبل أن يتوصل إليه عقلي وتهفو إليه عواطفي !! بالتأكيد ليس عقلي أنا بل هو عقل كامل يحيط بي ويدركني على الإطلاق ..
وبالتالي فمن أوجدني حتما هو يعلمني ويدرك حقيقتي ويقدر على صنعي بشكل كامل ومطلق بحيث لا يحتاج إلى آخر كي يستعين به سواء في العلم أو القدرة، وإلا كان الآخر هو صانعه وصانعي! وحتما ذلك الكمال الذى استوجب أن يوصف به صانعي لا يكون في أبى وأمي – إن كان لهما وجود أصلا! – ولا في أجيال تسبقهما، بل لا في مادة تحتاج لأبعاد الطول والعرض والارتفاع والمسافة والزمن لتتحرك وتقوم بأي عمل، وإلا لكان طولها وعرضها وتجسدها ومكانها وزمانها أولى بالصنع وأقدر على الخلق منها .. إنّ ” الكمال ” الذى صنعني مطلق ومجرد عن الاحتياج، فلا يحتاج زمانا ولا يحده مكان .. أزلي سرمدي صدر عنه وجودي والزمن والمادة والحيز الذى حولي والذى يشغله بدنى..
ماذا بعد الحيرة والشك الصادق ؟!
 إنه الإله المتصف بكل كمال..
” من وحي فلسفة ديكارت “
منشور بمركز بالعقل نبدأ للدراسات والأبحاث على الرابط الآتي:

العقلانية هي الحل (2)




 **إزاي عمليا ممكن يتوافق الديني والعلماني على "مبادئ عقلانية" وأصلا المسلمين نفسهم مذاهب واتجاهات؟
 = المذاهب الرئيسية في المسلمين حاليا فيها مجموعة من العقلاء والمفكرين متفقين على أصول ثابتة ومبادئ حاكمة، مش عقلانية وبس، لا ودينية وشرعية لاخلاف عليها بين المذاهب والاتجاهات المختلفة.
**هل المبادئ دي كفيلة إنها تبقى حجر أساس لوحدة إسلامية، ودول ومجتمعات متماسكة؟
 = التانية آه، الأولى لأ.. هيفضل فيه اختلاف، اللي حاولوا يعملوا وحدة مذاهب فشلوا بامتياز، لكن الأسهل هو المبادئ المتفق عليها، وترك مساحة الخلاف باقية بشرط تاخد حجمها الحقيقي، مش أكبر منه.
**إزاي؟
 = العدل والظلم- مفاهيم ومصاديق الإيمان والكفر- المواطنة والأقليات وحقوق الإنسان الأساسية- مقاصد الدين والشريعة- دوائر الأمم والأوطان والحضارات والأديان... إلخ سهل جدا التوافق على حدودها بين المسلمين كافة ومن كافة المذاهب، لكن دا محتاج شرط وحيد؛ إنك تتكلم مع ناس عندها وعي وفكر، مش مجرد مقلدين وعقول متحجرة ناقلة...
 مش ناس تقول لها ربنا بيقول كذا والمسألة منطقيا ولغويا تفسيرها آهه والنبي بناء عليها عمل كذا، يقول لك لأ بس العالم الفلاني فسرها بكذا..
** كلامك مثالي أوي، خصوصا في واقع زي دلوقتي
 = بالعكس، الصراعات الطائفية الحالية هتؤكد بعد فترة إنه لابديل من التوافق والتصالح والتعايش، الواقع المؤلم بيقول إننا هنوصل – غصب عننا- لمرحلة نفهم فيها إن فكرة إما أنا أو الآخر دا وهم كبير، وإن الخلافات المذهبية والعرقية ماهي إلا أدوات بيستخدمها السياسيين لبسط النفوذ والسيطرة، ودا ليه ارتباط كبير بمصالح أباطرة المجتمع الدولي. 
 وصعوبة التوافق اللي انت شايفها دلوقتي مصدرها إن أطراف الصراعات مازالوا مؤمنين إن الحسم العسكري والقوة هي الحل، لكن لما تلاقي الكل ضعف وخسر، هتلاقي التوافق العقلي ولغة التسامح أصبح قدر مفروض عليهم، زي ما اللبنانين اضطروا للغة العقل بعد سنوات من الحرب الأهلية!
 ** طيب إيه جدوى الكلام دلوقتي عن توافق وأسس عقلية والناس في صراعات، والمجتمع الدولي يقوده الأقوى وبيتحكم في مصايرنا بشكل كبير؟
 = قصة سلامة الرمزية في فيلم "وا إسلاماه" إنه كان بيحذر الناس من التتار، وقالوا عليه أهبل، لأنهم كانوا منشغلين في صراعات داخلية، لكن لما التتار قربوا الناس قالوا إن سلامة كان عنده حق، الهتاف بتاعه دخل وجدانهم حتى وهم كانوا بيكذبوه وقتها.
 لازم يكون فيه صوت يحذر الناس، ويصحي ضمايرهم ويخاطب العقل والوجدان، سيبك من مشاعر الرفض والسخرية والاستهجان دلوقتي، مسيرها هتستبدل بمواقف وانفعالات تانية في وقت تاني، ودا بالتأكيد أحسن من إن الناس لما تحتاج تفوق، متلاقيش حد يقول ولا حتي نداء داخلي في وجدانهم اتقال لهم قبل كدا وكانوا بيسخروا منه زمان.
 صدقني هييجي وقت الناس فيه هتضطر تفكر بعقلها، السنة هيسيبو محمد بن عبد الوهاب وهيضطروا يقروا للطهطاوي ومحمد عبده، وتلاميذهم، والشيعة هيرجعوا يحترموا شريعتي وباقر الصدر ومطهري، والطرفين هيقروا مسار وفكر الأفغاني، والمتدين والعلماني هيضطروا يقروا لابن رشد...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155074462830428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

العقلانية هي الحل (1)



-العلمانية هي الحل عشان نبعد الدين عن السياسة 
= طيب حضرتك دا هيتسبب في مشاكل ايدولوجية وينقسم الناس تاني إلى (ديني/علماني)
-لأ العلمانية فوق الأيدولوجيات وهتعصمنا من الخلاف
= انت مش فاهم كلامي؟ بقول لك ناس كتير هترفض الطرح دا، فيهم المتدين والمتشدد على فكرة
-العلمانية مش هتلغي الدين والمتدينين، هتلغي بس تدخل الفتاوى في السياسات والقوانين والتطور العلمي
 = بعيدا عن مدى صدق كلامك أو اقتناعي بيه، احنا وطن ومحتاجين إطار مشترك يجمع (الديني والعلماني) ويتفقوا عليه
-الإطار هو العلمانية، العلمانية هي الحل
 = وإزاي هتقنع الديني بكدا؟ خاصة إن غالبية شعبك مش مؤمنين بكلامك؟ هتفرض الحل دا على الجميع بالقهر؟ 
-طيب إيه الحل في رأيك؟
 = العقلانية هي الحل، كل من المتدين والعلماني مش هيرفضوا العقل، العقل السليم بيوصلك للدين والإله والفضيلة، والعقل كمان حاكم على التطور العلمي، ومن العقل تقدر تميز بين غاية الدين ومقاصده، ودوره وبين استخدامات العلم، بمنتهى المنطقية...
 نموذج العلمانية بتاعك مستحيل تقنع بيه الملايين خصوصا إن الدين الإسلامي متكامل بعقلانيته وروحانيته ونظمه الاجتماعية والقانونية العادلة، إنما النموذج العقلاني في فهم الدين ومقاصده، ومعرفة الزمن والمكان يمكن بكل سهولة إنه يكون المخرج المنطقي الأفضل لأزمتنا الحالية..
-لكن المتدين مش هيقبل بكدا...
 = مفيش متدين حقيقي هيرفض العقل السليم ويضاد مادعا إله أقطابه زي ابن رشد ومحمد عبده والطهطاوي وغيرهم، محتاجين بس نغير عند الناس الصورة الخاطئة عن العقل والتدين، ودا جوهر الخطاب الديني المطلوب تجديده "مش تحييده وفصله عن مظاهر الحياة"... 
 وللعلم مفيش علماني عايز الخير لمجتمعه وبلده ولنفسه، إن يتوفر عنده نموذج يتصالح فيه الدين والعقل والعلم بلا جهل وسطحية أو تشدد واحتكار للفتاوى والحق، وميأيدوش حتى لو النموذج دا مفيهوش فصل بين الدين والعلم والقوانين، بس النظام هيكون فيه فهم عقلاني للدين، وحدوده وقوانينه وهو مايصب في صالح الجميع...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155050916620428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

الأديان والإرهاب "منقول"



" يلزمنا العمل على تنقِية صُورة الأديان مِمَّا عَلِقَ بها من فهومٍ مغلوطةٍ، وتطبيقاتٍ مغشوشةٍ وتديُّنٍ كاذبٍ يُؤجِّجُ الصِّراعَ ويبث الكراهية ويبعث على العُنف.. وألَّا نُحاكِم الأديان بجرائمِ قِلَّةٍ عابثةٍ من المؤمنين بهذا الدِّين أو ذاك، فلَيْسَ الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلًا فاسدًا، ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويجدون مَن يمدهم بالمال والسلاح والتدريب..
 ولَيْسَت المَسيحيَّة دين إرهابٍ بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير،
 وليست اليهودية دين إرهاب بسببِ توظيف تعاليم موسى عليه السلام –وحاشاه-فى احتلالِ أراضٍ، راحَ ضَحِيَّته الملايين من أصحاب الحُقُوق من شَعْبِ فلسطين المَغلُوب على أمرِه،
 بل لَيْسَت الحضَارة الأوروبيَّة حضارةَ إرهاب بسببِ حربين عالَميتَين اندَلعتَا فى قلبِ أوروبا وراحَ ضَحِيَّتها أكثر من سبعين مليونًا من القتلى،
ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البَشَر والحَجَرَ فى هيروشيما ونجازاكى،
 هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان وعن منطق الحضارات وهذا الباب من الاتهام لــو فُــتِـحَ –كما هو مفتوحٌ على الإسلام الآن-فلَنْ يسلَم دينٌ ولا نظامٌ ولا حضارةٌ بل ولا تاريخٌ من تُهمة العُنف والإرهاب."
 من كلام الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155035529390428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D

خدعة باسم التنوير


التنويري هو شخص بيعمل عقله للوصول للحقائق وبيقاوم كل الأفكار الظلامية والخرافية، لكن هذا التنويري من الأولى بيه إنه يعرف إن الفكر في أوقات كتير بيكون أداة سياسية...
زي ماهو حافظ في التاريخ إن الخلفاء الأمويين استغلوا الفكر الجبري لتثبيت حكمهم والنيل من المحاولات الثورية لإسقاطهم، على اعتبار إن: ربنا بيحبنا عشان كدا سايبنا نحكمكم!!
وإن خلفاء بني العباس استثمروا الصراعات الفكرية وبعضهم عمل فيها معتزلي واللي مثل دور ناصر السنة، كل دي كانت أدوات لمزيد من السيطرة والتمكين.
وزي ماهو عارف إن في عصور الظلام تم استغلال الأخلاق والدين كشعارات لتبرير ظلم الأباطرة، وتم الزج بالمسيح والصليب لتبرير غزو بلاد الشرق "أو مايسمى بالحروب الصليبية"..
فمن باب أولى هو محتاج يفهم إن الزج باسم التنوير، حاليا وفي الوقت دا، من أجل خوض حرب نفوذ ضد الأزهر، دا هيخليه أداة سياسية مرضي عنها النهاردة، ومغضوب عليها بكرة لما نفس السياسي اللي استعمله، يستخدم ضده أداة أخرى تقع تحت سلطان قانون ازدراء الأديان!
ولكم في قصة ابن رشد العظة والعبرة...

أيوة الكلام على إسلام البحيري واللي طالعين يهاجموا الأزهر في الظروف دي.. وتحية لكل من اختلف مع الأزهر لكنه آثر الصمت في الأزمة دي بالذات، عشان ميكونش طرف في صراع هو في الأصل سياسي وله مغزى معروف، مش ساحة فكرية...

وحدة الشعائر في الأديان


في ذكرى الإسراء والمعراج
البعض يقولون إن رحلة المعراج موجودة في ديانات قديمة "بحذافيرها"
واستنتاجهم هنا:
إن المعراج خرافة مأخوذة عن قصة قديمة ومن ثم هي دخيلة على تراثنا
.........
ولكن العبد لله له وجهة نظر أخرى
أن الأديان لها نفس الأصل والمنبع "الله الواحد"
وبالتالي هناك أكثر من نبي حدث له معراج
هناك أنبياء رفعوا للسماء، كإدريس وعيسى عليهما السلام، ولايمكننا هنا الحديث عن أن رفع المسيح هي قصة إدريسية الأصل!!!!
الصلوات في الزرادشتية القديمة لها نداء "كالآذان" وأظن أن لها سجود! وللعلم زرادشت كان نبيا إبراهيميا! وهذه ليست مفاجأة لمن يقرأ في التاريخ...
البراهما"قديس الهندوسية وملهمها" تم إلقاؤه في النار ونجا منها، وهناك من يقول إنه هو نفسه النبي إبراهيم نظرا لتشابه القصة والظروف التاريخية...
إشكالات فلسفية مثل القدم والحدوث كانت موجودة في زمن البوذا!!
كونفوشيوس كان يقول وبكل وضوح إنه مرسل من السماء للأرض!!
الخلاصة: إن الإنسان في مختلف الأزمنة له عقل يطرح إشكالات وأسئلة مشابهة لما هي الآن، ولنراجع شبهات العصر اليوناني ومدارسه الفكرية لنجد أنها لاتختلف كثيرا عن مدارسنا الفكرية والسياسية والأخلاقية الحالية، سواء المادية والمثالية والواقعية، وحتى الإلحاد واللاأدرية وغيرهم...
أما المنهج الإلهي المتمثل في الرسالات والنبوات، فله نفس الأدوات والوصايا والسلوكيات، بل وكذلك تتشابه فيه الشعائر كثيرا من صلاة وصيام وأضاحي وحالات روحانية فريدة من ضمنها "رحلات المعراج"...

نصيحة: أرجو ألا نتفاجأ بأن كثيرا من شعائرنا وطقوسنا الدينية ومروياتنا تتشابه مع أديان سماوية وأرضية سحيقة، فالمنبع واحد بوحدة الإله نفسه، حتى وإن نالت من تلك الأديان الأيادي البشرية بالتحريف والتأويل البشري المغاير...


https://www.facebook.com/ashraf.moussa.92/posts/10155023409965428?match=I9mF2K3Yp9mI2YTYp9iqX9mB2YPYsdmK2Kk%3D