الجمعة، 2 يونيو 2017

والدي... مرة أخرى!



أبويا الله يرحمه كان بيحب عبد الناصر وسيد قطب في آن واحد..
وكان من مريدين العارف المتصوف الشيخ "صالح الجعفري" ومع ذلك كان متابع وبشدة خطب عبد الحميد كشك..
هل دا تناقض؟ للأسف لو انت واخد الأمور بسطحية وعقليتك تصنيفية ضيقة، مؤكد هتفهمه كدا..
لكن تركيبة أبويا كانت بتبحث عن الكمال "الفردي والاجتماعي" وحبه للشخصيات دي عمره ماكان تقليد تام..
كان بيحب في ناصر انحيازه للفقير والجانب الوطني والعروبي 
بيحب في سيد قطب فهمه عن شمولية الدين ومحاربة الطواغيت ونبذ الاستبداد
 بيحب في كشك جرأته في وجه الحاكم وبيحب في الشيخ الجعفري حديثه عن السلوك والمحبة و أهل البيت لأنه كان عاشق ليهم بحكم انتسابه للعترة النبوية وكمان لأنه سليل الشيوخ الكبار "جده الأكبر موسى اليماني من أولياء الله الصالحين"
 لكن وفي نفس الوقت القضية الفلسطينية كانت بتجري في دمه.. فتأييده لكل رموز المقاومة ورفضه لاتفاقيات السلام مع الصهيوني دي حاجة اتربينا عليها..
هل نفهم من كدا إن أبويا سلفي؟ لأ
متصوف؟ لأ
قطبي؟ لأ
ناصري؟ لأ
قومي؟ لأ
ممكن تكلمه في عيوب كل اتجاه من دول ويوافقك، لكنه كان بيركز على الإيجابيات..
 والدي كان إسلامي بحق، كان بيعشق صورة معينة لما ينبغي أن يكون عليه عالم الدين: صاحب القلب الصوفي والعقل المستوعب المتسامح مع المذاهب والاتجاهات المختلفة، والسلوك المجاهد اللي بيهتم بقضايا العالم الإسلامي وبيحلم بوحدة المسلمين تحت راية هدى وإمام عادل
إسلامي حقيقي مش من اللي بيعتبروا العروبة ضد الإسلام والتصوف كفر والوطنية بدعة..
 إسلامي حقيقي مش من اللي بيعتبروا إن الجهاد جهاد النفس ومكانه البيت وبس، لكن مكانش يسلم دماغه لأي حد يقول انا الخليفة أو أنا ولي الأمر.. عشان كدا عمره ما كان يؤيد أو ينتمي للجماعات اللي كانت موجودة في التسعينات وما قبلها..
مهما اختلفت مع تركيبتة في نقاط تفصيلية، لكني بعترف إن التركيبة دي صعب تتوجد حاليا، خصوصا واحنا في زمن الطائفية والتحزبات الضيقة، لكن بمرور الوقت كل مدى بحس إن والدي كان أقرب لروح الدين وجوهره أكتر حتى من الناس اللي اتأثر بيهم دول كلهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق