الاثنين، 9 يونيو 2014

فضفضة




فى ثورة يناير  وبعدها بشوية ؛ كانت الظروف الثورية اللى فرضها الناس دافع لإظهار أجمل ما فينا .. فاكر انى ركبت تاكسي الساعة 2 بالليل ووقف لوحده قدام إشارة المرور لأنه على حد قوله " اتغير بعد الثورة ! " ولما حصل أزمة عيش الناس كانت بتساعد بعضها وفيه حكايات اكتر من دى بكتير فى نفس السياق
لكن وبالتحديد بعد استفتاء الأهرام تحت رئاسة - أسامة سرايا -  " هل تؤيد المادة التانية أم لا ؟ " ظهر الخلاف بين فئة " أسامة الغزالى حرب " و ساويرس من جهة ، و " ياسر برهامى ومحمد حسان " من جهة أخرى ، والأخير كتب مقالة فى الأخبار على ماأتذكر عشان يسخن الدنيا .. الاخوان وقعوا فى الفخ ومالوا لجهة والقوى المدنية وقعوا فى الفخ الآخر ومالوا لجهة أخرى؛ مازلت أتذكر أول تصريح يهاجم فيه الاخوان كان من الدكتور محمد غنيم وتبعه حرب التلاسن بين سذج الاخوان وحمقى التيار المدنى فظهر أسوأ ما فى التيارين من جهل وغباء واستجابة مذهلة لمحاولات الوقيعة أدت إلى ماحدث فى 30 يونيو بأن استعان المدنيون للأسف " بإعلام وأموال وحماية النظام القديم" لتخليصهم من الاخوان اللى مالوا إلى العسكرى من قبل فى خطوة أولى لشق الصف الثورى ..
ومع الانتكاسات الأخلاقية المزرية للغالبية العظمى من السياسيين والإعلاميين من مختلف التيارات؛ كانت انتكاسة الشباب أكبر وأشد .. أتذكر ان عدد من اصدقائى على الفيس بطلوا يقولوا شتايم عشان " الثورة غيرتهم " إنما بعد الاستقطاب لقيت مصطلحاتهم أقذر من الأول وللأسف فإن وقع الشتايم والتعليقات السيئة من الاخوان بيبقى أشد وأكبر " افتكروا لما شتموا هبة رؤوف بأسوأ الشتايم لمجرد انتقادها لأداء حكومة مرسي " ..
على الجانب الآخر ظهرت موضة أجدد بتتكلم عن أن الألفاظ " القذرة " دى لاتنم عن أخلاق سيئة ولا حاجة ؛ الأخلاق مختزلة فقط فى المصداقية وطالما أن من جوا زى الفل واللى فى قلبى على لسانى يبقى انا محترم ومؤدب، أما الحياء وغض البصر وحرمة السب والشتم واللعب فدى قيم أخلاقية جاية من الدين واحنا ملناش فى الدين الصراحة لأنه أفرز لنا ناس بترفع الشباشب والجزم وتخوض فى أعراض إلهام شاهين فبالتالى الدين دا أكذوبة !
ومع تحرير البنات لا فقط من " الزى المحتشم" ولكن من عوامل " الحياء " لدرجة انهم بقوا يقولوا نفس المصطلحات القذرة اللى بيقولها الشباب باتت الفئة دى لاتستهجن قلة الحياء ولا التحرر المسيء للسمو النفسي ..
وسط كل الانحدار الأخلاقى دا " من السياسيين والإعلاميين ورجال الدين والشباب " كان لازم اللى يتصدر المشهد هم الراقصات والفنانين اللى بيرقصوا بالمطاوى فى أفلامهم والفنانات المعروف عنهم الجهل والسطحية ؛ مش حتى الأدباء والفنانين اللى بيقدموا قيم حقيقية ..
وسط كل الانحدار دا ومع فقدان العديد من الناس للأمل فى إصلاح البلد وزيادة معدلات الهجرة والسفر للخارج كان فيه شباب معدوم الأخلاق والضميرنهائيا بيقوموا بحفلات تحرش جماعى فى الأعياد والمناسبات من بداية الألفية ومحدش كان مهتم بالقضية دى غير المراكز الحقوقية خاصة اللى بتهتم بقضايا المرأة وطبعا حكوماتنا السابقة كانت بتعتبرهم " عالم فاضية " أو حتى ممولين من الخارج وعندهم أجندات لتفتيت المجتمع " المتدين بطبعه ! " .. تمام زى المراكز اللى تبنت اضطهاد الأقباط فى مصر واعتبروهم " كلهم كدا لكشة واحدة " ممولين وليهم أهداف تخدم الغرب وأمريكا " اللى بناخد منهم معونة عشان نحقق لهم أهدافهم ونحافظ لهم بالمرة على أمن اسرائيل! " .
المهم وسط كل الانحدار العام دا " سواء من السلطة السياسية أو الأطياف المختلفة " تحولت ظاهرة التحرش " فى المناسبات " إلى " خلق " مناسبات للتحرش؛ بل للاغتصاب الجماعى كمان ؛ الأغرب من دا ان وسط البلاعة الأخلاقية اللى احنا عايشينها مازال بعض البلهاء مستغربين ان دا حصل .. والبعض لطيف أوى وبيقول ان المصريين شعب " ابن تيت " وشتيمته طبعا – فضلا عن جنسيته - بتعبر عن انه هو كمان " جزء من الشعب دا " ، ومتستغربش لما نلاقي خناقة جديدة بين ناس مازالت مغيبة عن الواقع لدرجة انهم بيهملوا كل الاسباب السابقة دى ويقول لك ان السبب لبس البنت وبس ! ويرد عليهم ناس عسل برضه يقولولك احنا مجتمع " ذكورى " لالا مش مجتمع قليل الاخلاق أو تابع أو مستضعف أو جاهل .. لأ مجتمع " ذكورى " هى دى القضية وبس وباقى العوامل التانية هامشية هى كمان ! .
دول كلمتين الواحد كان حابب يفضفض بيهم بدل مايجراله حاجة ؛ أما رسالتى للقليلين اللى هيقروا الفضفضة دى هى الآتى
·       1-  كلنا السبب وبنتحمل اللى حصل ولكن بدرجات ونسب متفاوتة لايمكن مقارنتها بذنب المتوحشين اللى أذوا البنت
·        شعبنا هو " رد فعل " وهيفضل طول عمره رد فعل .. ولن يكون أبدا " قائدا أو معلما " فلما الرواد كانوا مخلصين أيام يناير؛ الشعب أظهر أجمل مافيه وظاهرة التحرش كانت فى أدنى مستوياتها " لم تختفى طبعا " انما لما الوضع ساء وكلنا كنا مسئولين عن دا؛ الشعب أظهر لنا أسوأ ما فيه لما احنا ظهر مننا أسوأ ما فينا
·       2-  الشعب دا مننا واحنا منه
·       3-  الاخوان المسلمين والسلفيين والعلمانيين والملحدين دول كلهم مصريين، ولايملك أى إنسان ولا شخص ولا جهة سياسية ولاسلطة قائمة انها تنزع من كيان كامل أو فصيل أو تيار فكرى حقوقه كمواطن مصرى.. ومصر للمصريين زى ماقال عرابى .
·       4-  الحل هو ان كل المنتمين إلى تيارات سياسية أو فكرية يلتزموا بمبادئهم حتى لو أخل الآخر بالمبادئ والقيم ،فالأخلاق الدينية تمنع أى متدين من إهانة الآخر والتشفى والتكفير الجذافى والإقصاء والسب "، والليبرالية تجعل كل ليبرالى يحترم خصوصيات الآخر " دينه ومذهبه وعقائده " دون حتى التهكم والسخرية من طقوسه وعباداته ونقابها ودقنه وجلابيته، والشيوعية تحارب النزعة الأنانية والفردية وتجعل أفرادها يتخلون عن كثير من متطلباتهم طالما هناك فائدة للمجموع والمجتمع ككل.
·      5-   الحلول السياسية والقانونية لمحاربة الأزمة دى وغيرها من أزماتنا الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لينا فيها كلام تانى ..
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق