الأربعاء، 12 مارس 2014

فى يوم المرأة .. من يشترى المرأة؟



فى اليوم العالمى للمرأة نود أن نطرح على الجميع هذا السؤال : أيهما أجمل؟ السيارة التى يسوقها الإعلان أم المرأة الحسناء الواقفة بجوارها؟ لا فرق فالاثنان " سلع " تباع وتشترى
هل ماتزال يداها الرقيقتان تمسكان بكوب من الشاى السيلانى الفاخر؟ نعم فالفاخر هو من يعلن عن الفاخر ، والفارق ليس كبيرا؛ فالاثنان " شيئان " جميلان فى حياتنا
فى اليوم العالمى للمرأة هل مازالوا يعاملون جسدها كسلعة منتجة تدر الربح بالإغواء والسيطرة على رغبات المستهلكين .. لمزيد من الاستهلاك الذى يصب فى النهاية ليملأ كروش أصحاب الشركات الكبرى؟ أم تغيرت النظرة؟
وفى مصر ..
امرأة معيلة لأسرتها ولاتجد قوت يومها .. لايهم
امرأة تنتهك أنوثتها كل يوم فى المواصلات العامة والأعياد ومناسبات التحرش الجماعى .. ليس موضوعنا !
امرأة تنتهك إنسانيتها وأنوثتها فى المعتقلات والسجون .. احنا مش بتوع سياسة ، ولو هى اخوان يبقى يستاهلوا
.. فاكرين " ايه اللى وداها هناك ؟ " ...
واحتفاءا بيوم المرأة فى مصر لن نركز على تلك القضايا؛ فاهتمامنا فقط منصب على " لبس " المراة فى الإسلام باعتباره مهينا لتحررها " من ملابسها " وإبراز أنوثتها، وحربنا الفكرية تتركز حول " تعدد الزوجات " وتحرير المرأة من سيطرة زوجها الشرقى
أمازلنا لانفهم أن المرأة بصفتها " إنسان " وبصفتها " امرأة " تعانى قهرا مزدوجا فى مجتمع مازال لايعى مدلول كونه مجموعة من " الأفراد " يجمعم " إنسانية واحدة " تقوم على الكرامة والاحترام لتلك الآدمية؟
أمازالت الحماقة تعشش فى أدمغة تنادى مجتمعا مازال يجهل حقوقه الإنسانية أن يعطى للمرأة حقوقها " كامرأة " ؟ إنها سفاهة من يطلب من الفقير أن يهبه شاليها فى الساحل الشمالى على سبيل السلف !
أمازال البعض يختزل مشكلة المجتمع إلى كونه وفقط " مجتمع ذكورى " فى حين يظنون أن المرأة قد نالت حريتها فى المجتمعات الحرة ؟
أمازال البعض يختزل حقوق المرأة لا فى وضع معيشي أفضل للأرامل وأصحاب المعاشات وبنات " الشوارع " أو فى استصدار قوانين تصون كرامتها وكبريائها وتحميها من براثن المتحرشين والبلطجية؟ بل فى حرية الملبس والمظهر؛ من أجل ذلك ستعمل بعض المؤسسات الحقوقية على إحياء حفلات للأحضان الجماعية ..

الخلاصة أن اليوم العالمى للمرأة للأسف شوهت مبادؤه وأهدافه النبيلة سواء عالميا أو محليا، فعلى الصعيد العالمى بات يعبر عن أقوام لايرون من المرأة سوى جسدها ومن الإنسان سوى كونه مادة من الضرورى توظيفها من أجل القوة والسيطرة ومزيد من " الفلوس "
ومحليا مازالت قضية المرأة فى مصر تعانى من سطحية الطرح والقضايا، ويتبناها بعض من ينظرون إلى الوضع الاجتماعى والإنسانى البائس فى مصر من منظور هامشي ضيق وكأنهم من كوكب آخر
وفى النهاية : من يشترى المرأة أيها السادة ؟ من يتقدم ليتكلم عن حقوقها لينال من الأديان والأعراف والأخلاق أكثر؟ من يبكى على حالها لينال مكاسب سياسية وحزبية أفضل؟ هيا فالمزاد مازال مفتوحا والثوابت باتت هشة تحطمها أيادى الفساد الخلقى والعبثية مثلما عبثت تلك الأيادى من قبل بجسد المرأة تحت مسمى " تحرير العقول " !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق