الجمعة، 28 نوفمبر 2014

عن الإرهاب ومواجهته 2

منشور بالبديل الأسبوعى بتاريخ 19/11/2014
على هذا الرابط

كيف نواجه الإرهاب الفكرى الذى وصل لحد استخدام السلاح سواء فى سيناء أو فى منطقتنا العربية بوجه عام ؟ قلنا فى المقال السابق بأن الأفكار لاتوجهها سوى الأفكار وأكرر بأن الجلاد الظالم لايمكنه من يوم وليلة أن يستمد لنفسه مصداقية من كونه يواجه طرفا إرهابيا طالما هو غير قادر على التمييز بين الإرهابى وبين من يؤيده وبين من يحرضه أو من يتعاطف معه أو من يتشابه معه فى الفكر، هنا لدينا خمسة أطراف: الجانى والمحرض والمؤيد والمتعاطف والمتشابه معه، تلك الأطراف – للأسف- جميعها فى رأى جلادى النظام شيء واحد، وربما لايعرف هؤلاء – أو يعرفون ويتجاهلون – أن عدد المتشابهين مع الأفكار التكفيرية بالملايين فى مصر لأن المنبع الفكرى واحد " وهو التيار الإسلامى " هذا التيار الذى كما أفرز على بن أبى طالب وعمر بن العزيز؛ أفرز أيضا الخوارج التفكيريين والدولة الأموية الظالمة وهاهو يفرز الآن تنظيم القاعدة وداعش وفى نفس الوقت المملكة السعودية! ولامجال للاستغراب عندما تجد النظام السعودى يحارب داعش ويقاوم القاعدة مثلما كانت الدولة الأموية والخوارج فى قتال دائم حتى سقوط الدولة الأموية.. والعقلاء يعرفون أن كلا التيارين لايمثل الإسلام لا شكلا ولا موضوعا .
نعود إلى واقعنا ونقرر أن النظام الحاكم الذى لايفرق فى تعامله بين التكفيرى الذى يضع الحزام الناسف وبين الطالبة الجامعية التى تضع دبوس رابعة تعاطفا مع عدة آلاف من المقتولين والمصابين تم تصفيتهم بدم بارد لأن العشرات منهم يحملون السلاح ! هذا النظام ليس مأمولا منه أن يقيم عدلا ولا أن ينجح فى احتواء الإرهاب ولا استعادة مكانتنا الإقليمية وهو مازال يضع يده مع الأمريكى والسعودى لتصفية الإرهاب الذى كان الأول داعمه السياسي واللوجيستى والثانى منشأه الفكرى !
لست من الذين ينكرون الاعتراف بأن البلد مستهدفة بحق من تيارات تكفيرية ممولة والذين يقولون بأن الإرهاب والتهديدات الخارجية مجرد فزاعة اخترعها النظام ليفرض سلطته ويتمكن بشكل أكبر؛ لكن وإن كانت تلك نية النظام فلايعنى هذا أن التهديد الإرهابى مزيف وأن كل التفجيرات الحاصلة من صنع المخابرات المصرية وأنهم هم من قتل جنودنا الشهداء بسيناء وكافة مناطقنا الحدودية! فلايمكننا أن نعقل ذلك خاصة ونحن واضعون يدنا على التغيرات التى تحدث فى مجتمعنا المصرى خاصة بعد أحداث رابعة، بين عديد من الشباب الذين فقدوا أهاليهم سواء فى رابعة أو فى سجون النظام تحت حكم قانون التظاهر المضحك. أرصد وأشاهد بنفسي رغبة عدد غير قليل من هؤلاء فى الانتقام مما حصل لهم ولاخوانهم وزملائهم بالجامعات سواء فى العام الفائت بجامعة الأزهر وحرمها ومدينتها الجامعية على وجه الخصوص أو بالعام الحالى والذى لايبرز فقط أن هناك بعض الجامعيين يودون التخريب – وهذا شيء لاننكره- ولكن هناك فرق كوماندوز دخلت الجامعة من أجل الإرهاب والتخويف وإهانة كرامة الطلبة جميعهم بدلا من الاحتواء والسماع والحلول ألأكثر عدالة. ولكن هيهات ففاقد الشيء لايعطيه كما ألمحنا سلفا.

الخلاصة أنه لاحل مأمول للأسف للقضاء على الإرهاب الحقيقى الذى ماعاد تهديدا خارجيا فحسب، بل صار ينبت من داخل مجتمعنا ويمده بالماء والأملاح نظامنا الذى لايفهم فى لغة التعامل سوى القوة ولايفرق بين الإرهاب وبين أى إسلامى يمشي على الأرض أو أى متعاطف مع الضحايا أيا كان انتماؤهم وأفكارهم؛ فالإسلامى إرهابى فى مصر بوجه عام والمدنى المتعاطف مع الضحية حتما غير وطنى وممول من الخارج، فليسقط جميعنا ويبقى هو ونظامه وإعلامه وأهله وعشيرته !  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق