السبت، 12 أبريل 2014

خطبة الجمعة القادمة !

منشور بالبديل الأسبوعية عدد12 بتاريخ 9-4-2014
http://elbadil.com/2014/04/11/%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85%D8%A9/



فى كتابه "روح الاجتماع " يقول المفكر الفرنسي جوستاف لوبون " لايشترط في قيادة الجموع أن يكون القائد ذكيا أو عاقلا أو داهية أو مفكرا أو فصيحا، بل يكفيه من ذلك كله شيء من العلم بأذواق أتباعه وسبل الوصول إلى قلوبهم لايزيد عن علم التاجر بأذواق زبائنه ورغباتهم. "
وبإسقاط تلك المقولة على ذوق " الزبائن " فى مصر، بالطبع لن يعجز أى تاجر عن استنتاج مايعانيه المصريون من أزمات معيشية وخدماتية واجتماعية وسياسية؛ مما يستوجب أن تكون منابر الخطاب الإعلامى والتوعوى والدينى فى مصر على دراية – ولو إجمالية – بطبيعة ما يواجهنا من مشاكل وأزمات
ومصداقا لما قيل؛ وتزامنا مع مهزلة الأزمة الكهربائية فى مصر، كان رد الفعل إيجابيا وبناءا من صانعى القرار وعباقرة حلول الأزمات فى مصر؛ فقد جندت وزارة الأوقاف سلاحها المعنوى الشديد التأثير فأعلنت أن خطبة الجمعة القادمة سوف تتحدث عن " حرمة " التهرب من دفع فواتير الكهرباء والغاز وغيرها من الاستحقاقات! .. فيما يبدو أن " تجار " الدين مازالوا بعيدين عن فهم ذوق زبائنهم ..
وبمناسبة لهجة " التجارة بالدين " والتى كانت سائدة فى ظل نظام حكم الاخوان ، لا أجد تفسيرا منطقيا من المنادين بضرورة الفصل بين السياسة والعمل الدعوى - حتى لا يتلوث الدين بالسياسة  - مثلما كانوا يقولون وقتها.. والآن ماعساهم يبررون صمتهم وسكوتهم عن الخوض الواضح من دعاة الأوقاف فى مشكلاتنا السياسية وبهذه الطريقة الساذجة والبعيدة عن الواقعية الآن ؟ ألا يخافون من " تلوث الدين " تلك المرة كما فى سابقتها ؟ أم أن حتى مجرد الفصل بين الدين والسياسة لم يعد – رغم الاختلاف على حقانيته – موقفا مبدئيا بقدر ما أصبح المبدأ الثابت هو المكسب السياسي النفعى ، فصارت الشعارات هى من تتبدل وتتغير
أما عن الشباب ودورهم فى المجتمع؛ فقد كانت تعليمات وزارة الأوقاف لموظفيها " خطباء الجمعة " بالحديث وذلك بعد موجة من الحبس والتشنيع و" التسجيلات " التى طالت شباب ثورة يناير وخصوصا بعد عزوف الكثير منهم عن المشاركة فى الاستفتاء على الدستور الحالى
ومع زيادة الغليان بين أوساطهم؛ كان المسكن السريع فى الطريق إليهم للتهدئة ، فتغيرت اللهجة السابقة عبر خطب الجمعة  من تحذير الشباب من الانسياق للأفكار الهدامة والحركات الشعبية الممولة من الخارج وكيف أن الشباب "هم اللى ودونا فى داهية "؛ إلى اعتبارهم عماد الوطن وحجر الأساس فى بنائه ورفعته !
وفى هذه الأثناء تحتفل حركة 6 إبريل بعيدها السنوى المعتاد والذى يتزامن مع حملات التشويه التى اعتاد رواد الحركة على سماعها من أبواق كل نظام سياسي حل على مصر منذ بدء الحركة وحتى يومنا هذا ! ولا يسعنى فى تلك الأيام إلا أن أهنئ أصدقائى من شباب تلك الحركة الوطنية الشريفة بذكرى ميلاد الحركة مبشرا إياهم بأن خطب الجمعة النارية القادمة سوف تتحدث عن جزاء " الخيانة " لله ورسوله والدين والأوطان، وكل عام وأنتم بخير!!
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق